الرحلة اليومية

الرحلة اليومية

أنا أم مطلقة أعول طفلين بمفردي
أحدهما 8 سنوات والآخر 4 سنوات.
ثلاثة أعوام مروا علي منذ طلاقي وأنا أرعاهما وحدي
وأمنع نفسي من الانهيار التام من أجلهما.
أواجه كل يوم بصعوبة شديدة لمجرد النهوض من سريري، وإعداد الفطور لهما
ثم الجري بهما للحاق بأتوبيس المدرسة.
كم تبدو هذه المهمة بسيطة تافهة، ولكنها لو تعملون ثقيلة جدا!

أعود سريعا لأسرق ساعة من الزمن وحدي في المنزل،
أستمتع بشرب قهوتي والاستماع إلى الراديو في هدوء، قبل أن أجري أنا الأخرى كي ألحق بعملي.
بمجرد أن أصل إلى عملي، أغرق في المهام المطلوبة مني، داعية الله أن أتماسك حتى النهاية.
فلا خيار لدي سوى التماسك.
أتصنع الابتسام وأنا استقبل العملاء،
وأنجز مهامي الصغيرة حتى ينتهي بي اليوم في سلام.

أبدأ في رحلة العودة إلى منزل أبي؛
فتلك هي المحطة الأولى التي أنزل بها بعد العودة من العمل،
كي أتناول وجبة العشاء مع طفليي،
ثم أخذهما إلى منزلي الخاص حتى أنعم أخيرا بالراحة النفسية، والشعور بالإنجاز المؤقت.
أبدل ملابسي، وأرتدي بيجاما جميلة أنتقيها كل يوم بعناية،
ثم أرش بضع قطرات من عطر الفانيليا المفضل لدي،
وأسترخي في سريري ثم أسرق بعض اللحظات الأخرى في قراءة أحد الكتب.
فها هو يوم طويل قد ذهب، وعلي أن أنام الآن استعدادا لرحلة يومية أخرى.

x
تنويه القصص الموجودة على هذا الموقع قد تسبب للبعض شعور بعدم الارتياح أو الألم. في حالة شعورك بذلك، تذكر أن تتنفس، وأن تأخذ بعض الوقت مع ذاتك قبل مواصلة القراءة، أو بالتوقف عن القراءة إذا استدعى الأمر