كنت عايزة أسيب البيت، واعيش لوحدي
فأبويا عشان يمنعني، قفل باب البيت بالمفتاح،
وطلع يجري ورايا في الشقة، وأمي ورانا.
أنا حاجات كتير اتغيرت في حياتي،
كانت أول هزة بالنسبة لي وأنا صغيرة،
مش صغيرة أوي كنت في ثانوية عامة،
جدتي اتوفت، وهي كانت أمي، وكانت كل حاجة في حياتي
و ما حزنتش خالص للأسف.
أمي كانت محتاجاني، في الفترة دي ماما اتدمرت،
وما أعرفش إيه الـلـي حصل.
أنا من صغري بـ تعرض لكل حاجة سيئة،
أولها تنمر من زمايل ليا في المدرسة بسبب سماري وجسمي النحيل،
ومن المدرسين بعدها اللي ما كانوش بـ يختاروني في أي عرض أو نشاط بسبب شكلي برضه.
بس الحمد لله مع الوقت اكتسبت صحاب عوضوني شوية، لأ عوضوني كتير أوي.
كان في فترة أهلي فيها انفصلوا، وجدي كان بـ يتدخل كتير في حياتنا، وكان راجل قاسي عموما، وأمي زيه …
بعد اللي حصلي في ٢٠٠٢ ، فقدت الذاكرة المتعلقة بالحادثة دي لغاية ٢٠١٧
ازاي الإنسان ممكن يفقد ذاكرة شيء بشع زي ده؟
الإجابة هي إن دي واحدة من طرق العقل لانقاذ الضحية لتجاوز الصدمة، الذاكرة تسقط بالكامل
كنت بحب أنام بين أبويا وأمي، كنت بحب شوية أحضن أمي، وشوية اتقلب الناحية التانية أحضن أبويا.
وجه يوم أبويا ما جاش، فضلت سهران طول الليل مستنيه
ماما وبابا عايشين في بيت واحد، بس بـ يكرهوا بعض،
مفيش يوم بـ يعدي علينا كده في هدوء زي باقي الناس،
كل يوم صوت عالي، وإهانات، وتطاول بالإيد،
ومفيش أي اعتبار لمشاعرنا ولا للجيران.
بنت أخويا كانت عروسة، عندها 18 سنة
فجأة ظهر عندها مرض القلب
محدش كان شايلها غيري في مصر، أنا الـلـي كنت معاها
قعدنا سنة بحالها محدش كان يقدر يسافر إلا أنا
عمي الله يرحمه، كان حمايا
لما جه توفى، كان سايب لنا بطاقة التموين
البطاقة كان فيها هو، وحماتي، وأولاده
البطاقة مهمة عشان العيش
إحنا الـلـي كنا بـ نخدمه، أنا وابني.