من المواقف الصعبة الـلـي قابلتني
عمي الله يرحمه، كان حمايا
لما جه توفى، كان سايب لنا بطاقة التموين.
البطاقة كان فيها هو، وحماتي، وأولاده.
البطاقة مهمة عشان العيش.
إحنا الـلـي كنا بـ نخدمه، أنا وابني.
في السنين الأخيرة، تعب أوي
وكان له 30 سنة بعيد عن حماتي.
فـ قولنا ما ينفعش يقعد لوحده،
فـ قولنا نـ جيبه يقعد عند حماتي.
كانت الخلافات بينهم كبيرة
بس هم اتراضوا، ووديناه يقعد عنده في البيت.
وبقينا كل يوم أنا وابني نـ روح لهم.
جت كلمتني في موضوع بطاقة التموين
قولت لها: "يا ماما، دية البطاقة الـلـي بـ جيب بيها عيش
وكل يوم بجيب لك بخمسين قرش"
فـقالت لي: "مش عايزين عيش، ومش بـ آكله"
فـقولت لها: "طيب، أجيب التموين واقسمه بالنص"
فـقالت لي: "إحنا عايزين البطاقة"
قولت لها: "أنا مقدمة على بطاقة، لما تطلع بطاقتنا هـ جيبها لكم".
اتفاجئت تاني يوم الصبح وانا رايحة أجيب عيش إن البطاقة واقفة
روحت مكتب التموين، قالوا لي حماكي جه مع ست مسنداه،
ووقف بطاقة التموين،
ده كان موقف صعب عليا.
هي تبان حاجة بسيطة، بس بالنسبة إن أنتوا أهلي.
الـلـي كان نفسي أعمله إني أروح عند بيتهم، وافضحهم
واقول يا ناس الحقوني، دول ولادهم، ومش عايزين يأكلوهم
أنا أروح فين؟
يعني محدش فيهم فكر يسألني:
"ابنك لبس هدوم العيد من فين؟"
وماشيه بما يرضي الله، والحالة ماشية
بس انتوا بين الناس باينين ياما هنا ياما هناك
وعلى حاجة بسيطة زي دية تسمع كلامها؟
بقالك 30 سنة وانت مرمي بعيد عنها، وانا وابني الـلـي كنا بـ نخدمك
وكنا عايشين معاك بما يرضي الله.
أنا نزلت من مكتب التموين حاسة إن الدنيا اسودت في وشي
إزاي أقرب الناس لينا، ويروحوا يوقفوا البطاقة؟
قطعت علاقتي بيهم خالص وجالي بدل البطاقة اتنين وتلاتة.
ست كبيرة اديتني بطاقتها لحد دلوقتي،
وقالت لي ولا تزعلي نفسك خلي بطاقتي معاكي لغاية ما تطلع لك بطاقة.
وفعلا البطاقة فضلت معايا تلت سنين.
حمايا لما جه يموت الله يرحمه ناس جيرانهم قالوا لي ده عمك تعبان أوي
هي بالجبروت بتاعها ما كانتش عايزاني أخش له
بس هو عمي، دخلت واخدته وروحت بيه المستشفي
وقعدت أكتر من 10 أيام معاه
هم اتحولوا في الوقت ده،
بنته بقيت تقولي ده أنت جدعة.
وحماتي بقيت واحدة تانية عشان "أنت اللي بـ تخدمي وبـ تشيلي وبـ تحطي"
أنا كنت بـ عمل لوجه الله.
لما مات وروحنا وسط الناس، ووسط العزا، الجبروت رجع تاني
من أصعب المواقف اللي عدت عليا