لو بس شكلها يكون كويس

أنا طول الوقت وانا صغيرة ما كـنـتـش محبوبة؛ بسبب لون بشرتي،
كان لونها الأسمر الفاتح، بس الناس دايمًا بـ تحكم بالشكل.
طول الوقت وانا في المدرسة، كانوا بـ يبصوا عليا إني مختلفة،
لدرجة إني صدقت ده.

ولما كبرت شوية، ووصلت لسن المراهقة، الإحساس بالرفض زاد أوي،
لأن أهلي كمان ساعدوا في ده،
وبالأخص أمي وأخواتي، لأن بشرتهم كانت أفتح مني بشوية.
وفي فترة المراهقة محدش كان يسألني ولا يخاف عليا زي أي حد في السن ده،
ده غير الكلام الـلـي كنت بـ سمعه منهم، إني عمري ما هـ تجوز،
"مين هيرضى بيها؟"،
وأنا اقتنعت بكده جدًا،
كلام الناس كان كتير،
كنت بـ سمع منهم كلام جارح جدًا، وصلت لمرحلة اتمنيت فيها إني ما أكنش موجودة.

ولما وصلت لثانوي، وجبت مجموع، ما كانوش متخيلين إني جبت مجموع، وهـ دخل كليه كويسة،
حتى ده كان كتير عليا،
وفعلًا، ما حـسـيـتـش، ولا فرحت،
الكلمة الـلـي سمعتها ساعات: لو بس شكلها يكون كويس، وشعرها زي البني آدمين الطبيعيين،
-شعري كان كيرلي-، كنا فرحنا وعملنا فرح، بس يا خسارة، الحلو ما يكملش.
بجد ساعتها اتمنيت إني أموت، وفضلت ألوم ربنا، ليه خلقتني كده؟
وكنت منهارة جدًا، وفكرت كتير في الانتحار.

وكبرت، واتجوزت قبل أختي الكبيرة -أصل أنا آخر العنقود، بس مش سكر معقود خالص-
اتجوزت راجل بجد بـ يحبني، ويحترمني، وعلمني حاجات كتير؛
زي إن االبني آدم قيمته في نفسه، وأخلاقه.
بجد ربنا يخليه ليا ويخليلنا أولادنا، أنا مديونة ليه بكتير.

بس رغم ذلك، أوقات بـ فتكر كلام أهلي، والناس الـلـي كانوا بـ يضايقوني بكلامهم،
وبـ قعد أعيط، وارجع أفقد الثقة في نفسي، واحس إن جوزي كتير أوي عليا.
بالمناسبة، هم ما كانوش موافقين بالجوازة دي، وكانوا شايفينه هـ يتجوزني على إيه؟

x
تنويه القصص الموجودة على هذا الموقع قد تسبب للبعض شعور بعدم الارتياح أو الألم. في حالة شعورك بذلك، تذكر أن تتنفس، وأن تأخذ بعض الوقت مع ذاتك قبل مواصلة القراءة، أو بالتوقف عن القراءة إذا استدعى الأمر