إحنا عيلة متنمرة

إحنا عيلة متنمرة

أنا ولد، 17 سنة….
كان على طول تريقة عن إني رفيع، رفيع، دايمًا.
أنا ما كُـنـتـش رفيع رفع هزيل ومُلفت،
كنت وزني مثالي، لا ناقص كيلو، ولا زايد كيلو.

بس التريقة ما كانـتـش بـ تيجي من المجتمع الكبير على جسمي،
للأسف كانت بـ تيجي من المجتمع الصغير، البيت؛
وبكل بساطة لأنهم كلهم مليانين، وانا الوحيد الـلـي رفيع،
والمصيبة إنهم بـ يحاولوا يخسوا أصلًا.

كان بـ يتقالي طول الوقت: "يا رفيع"،
"ده أنت بـ تاكل أكل، ومش بـ يبان عليك"،
"ده أنت إذا حد نفخ فيك هـ تطير"، ولما حد بـ ينفخ فيا مش بـ طير ولا حاجة.

أنا شايف إن الواحد يغير من جسمه ده مش إنجاز،
الإنجاز الحقيقي إني أحب نفسي، وشكلي، وجسمي، وكل تفصيله فيا.

تفتكروا ده حصل إزاي؟
جه وقت أختي بدأت تـتضايق، وتزعل، وتثور على التعليقات الـلـي على جسمها في البيت؛
عشان هي مليانة، مع إنها مش مليانة بالشكل الـلـي حد يتريق بيه على طفلة،
بالنسبة لي كانت هي نور عيني، وزى البدر في نظري.
بس ثوانى كده، بـ يتريقوا عليها عشان مليانة؟
ده زي مثل "ودنك منين يا جحا"، صح؟

فـ اكتشفت إن العيب مش فينا أنا وأختي، ولا فى جسمنا، ولا شكلنا،
لا، لا، العيب إن إحنا عيلة متنمرة بامتياز، ومش بـ يعجبها العجب.
ومن هنا بدأت أحب نفسي، وجسمي، وكل تفصيلة صغيرة فيا،
مش لازم أبقى مثالي، مش لازم أبدًا، ولا لازم أعجب كل الناس كمان على فكرة.

بقيت لما حد يعلق على جسمي، أو شكلي، أو حتى أي حاجة فيا،
أرد، وأقول: "المهم إن أنا مرتاح"، بنبرة صوت، مالكش دعوة يا ابن الوسخة، وبرا عنك.

أنا نفسي يبقى جسمي رياضي، وأروح جيم، واهتم بلياقتي،
و… و... ولكن مش كاره جسمي عشان مش قادر أعمل ده في الوقت الحالي،
أو ما بـقـيـتـش كاره جسمي، أنا بـحبني لأني استاهل الحب ده.

x
تنويه القصص الموجودة على هذا الموقع قد تسبب للبعض شعور بعدم الارتياح أو الألم. في حالة شعورك بذلك، تذكر أن تتنفس، وأن تأخذ بعض الوقت مع ذاتك قبل مواصلة القراءة، أو بالتوقف عن القراءة إذا استدعى الأمر