اسمك في كنف راجل

اسمك في كنف راجل

"اسمك في كنف راجل، واسمه أبو الولد، وأنتِ عارفة عيوبه"، أبويا
"ده أتاري الـلـي كان بـ يعمله فيكي كله حلال"، أمي
"أنتِ قاعدة إزاي من غير جواز؟"، أي راجل يـشوفني
"أنا محتاجِك، وأنتِ محتاجاني، وعلى الأقل مش هـ تـتـكـلـمـي"، فلان الفلاني.
"ما يـنفعش تفضلي عايشة كده، ده ضد الطبيعة"، أبويا
"الناس مش هـ تـسـيـبِـك في حالِك، وأنتِ عارفة وضع المُطلقة وسيرتها"، الناس
"لا، ده أنا هـ بوس إيده عشان يرجَّعِك، صحيح أنتِ ما تـتـعـاشـريـش"، أمي.

كنت فاكرة إن خلاص كده، أخدت كل حاجة من الدنيا، ووصلت للسقف -زي ما بـ يقولوا–
اتجوزت الراجل الـلـي حبيته 7 سنين، وخلفت ولد جميل
وحتى شغلي، مديرة مدرسة
هـ عوز إيه تاني؟ ولا حاجة غير إني أشوف ابني بـ يكبر قدامي
ومرة واحدة كل ده اتـشـقـلـب، خلافات وصلت للطلاق.

اشتغلت في شغل حكومي بشع، بـ يضيع من عمري فيه 8 ساعات يوماتي
بعد ما كنت بـ شتغل شغلانة بحبها، وسط ناس بـ يحبوني وبحبهم
عشان "إن جالك الميري اتمرمغ في ترابه"، على رأي أهلي، وعشان في نهاية اليوم money talks.

ابني ما كانـش كمل 7 سنين، كان لسه داخل أولى ابتدائي
حياتى اتهدت، والدنيا ضلمت
كانت صدمة مريعة في كل الثوابت الـلـي وعيت عليها
طب هـ عمل إيه أنا دلوقتي؟ وانا أتطلق ليه بعد حب 7 سنين، وجواز 7 سنين؟

عشت أنا وابني مع أهلي الـلـي هــم ما بقوش هـم، ولا أنا راجعة أنا
كنت عاوزة أخرج من حالة القهر الـلـي أنا فيها
مش بـ تكلم مع حد، ولا طايقة أسمع نصيحة ولا مواسية من حد.

ابتديت أدور على حاجة تـشغلني ألاقي فيها نفسي، واكون بحبها
وسط ناس ما تـعـرفـنـيـش، وما تـسـألـنـيـش
وعملت كده، وكنت مبسوطة
بس طبعًا: "رايحة فين؟ وجاية منين؟"
"اتأخرتي ليه؟"
"سايبة ابنك ولا تعرفي عنه حاجة"
ويـفـتـشـوا في حاجتي بحثًا عن عَقد عُرفي مثلًا
والحقيقة إن أنا كل الـلـي كنت عايزاه إني ألاقيني.

كنت تايهة، بـ حاول أعرف حقيقة الأمور، وهو أنا غِلِطت في إيه؟
الغضب الـلـي جوايا إني ضيعت نفسي سنين، كان بـ يـنـعـكـس على الولد الـلـي مالوش أي ذنب
وكمان إني عايزة ابقى أنانية، واحب نفسي بقى
كفاية الـلـي فات.

محدش كان حاسس بـ انحطاط الناس في المعاملة معايا
حاجات ما تـتحكيش، ولا أقدر أجري على أبويا وأشكيله
"ما هو أنا الـلـي جـبـتـه لنفسي"
والشغل الـلـي خلاني أصدِّي، واتوحد عشان ما شوفش نظرة فيها إهانة
ودكتور السنان الواطي، ودكتور العلاج الطبيعي الحنين
وفلان، وعلان الـلـي أول ما مش بـ يشوف دبلة في إيدي، أنيابه بـ تنزل، وقرونه بـ تطول.

قلة الفلوس وكسوفي إني اطلب من أهلي، وانا الـلـي المفروض أبقى بـ ديهم
عشان أطلب أي خدمة من قريب أو بعيد، كان بـ يطلب بوقاحة مقابل، على أساس إني مُستباحة
محدش كان قادر يتصور إنه بزوال السبب بـ يزول العَرَض أو العكس
يعني قصدي إنه أنا مسحولة في تفكير، شايلة هم بُكرة
ودروس، وتمارين، ومشاوير، وقلبي قفل وما عـنـديـش حد في حياتي
ومنومات، ومهدئات، فـ بـ نام زي الطوبة
يعني لا بــ فكر في حاجة، ولا الحاجة بـ تـجـيـلـي حتى في منامي.

ماكـنـتـش بـ قدر أقول إني مُطلقة كده عَلَني وبوضوح
ولا كنت أقدر أحكي في القصة دي
لكن كنت طول الوقت فرحانة إني "أم"
وبـ عمل كل حاجة لابني لوحدي، ومش بـ خليه ناقصه حاجة، حتى لو ده على حسابي
أنا ما كـنـتـش بـ تكسف أشحت له هدوم مثلًا من ولاد صاحباتي الـلـي أكبر منه
والأهم إني كنت بـ أُصر احافظ على علاقته بأبوه،
الـلـي من الناحية التانية ما كانـش بـ يهتم بيها أصلًا

عدت سنين ودايرة بيا الأيام الـلـي بقت شبه بعض
فيما عدى النشاط الـلـي بـ عمله بعد شغلي، الحكي أو المسرح والورش
هو ده الـلـي بـ يديني طاقة، وبـ يـنـسـيـنـي، وبـ يعرفني على عالم ما كـنـتـش أعرف إنه موجود.

على مر السنين اكتشفت إن في حاجة غريبة، قلبي مش بـ يدق
بطلت أسمع أغاني حزينة واعيط
بطلت أسمع حليم، واحِن
بطلت يوحشني، ومفيش حد بـ يشدني
وكلام الناس بقى عادي
ابتديت ألاحظ إني فعلًا مُحايدة جدًا
حتى أي لقطة كده كده في فيلم ولا بـ تهزني، لوح تلج.

كان عندي قناعة إن الواحدة بـ تحب مرة واحدة بس في حياتها
وهم جميل اسمه الحب الأول، على رأي صلاح/ عبد الحليم في الوسادة الخالية لـ إحسان عبد القدوس
مين دي؟ هو أنا كويسة ولا مش كويسة ؟
طب أروح لدكتور أشوفني مالى؟ لأ، أنا كويسة ... لأ، مش كويسة
مش مهم، في حاجات بـ نـسـتـغـنـى عنها في الرحلة
آه، بس مش دي … لأ دي
ما هو مع زوال السبب يزول العَرَض أو العكس.

محدش كان بـ يشاركني اهتماماتي واكتشافي لنفسي الجديدة
وقوفي على المسرح، وإني ابتديت أكتب
أنا اكـتـشـفـتـنـي، وده كان بـ يهون عليا وقتي في الشغل
عشان كنت بـ ستغل قعادي من غير لازمة إني أقرا، واكتب، واذاكر، واشتغل على نفسي، واطورنى.

فات سنة في اتنين في 7 سنين
ابنى كبر، وانا سافرت أتفسح لأول مرة في حياتي
وعملت بيت، وعرفت ناس جديدة
ورضيت بالوضع، و"نسيت أني امرأة"
في خلال السبع سنين دول، ابتدا الزن على إني لازم أتجوز
وخصوصًا إن طليقي ما ظهرش تاني.

في واحد يبقى عايزني أسافر معاه واسيب ابني
والتانى عايزني يومين في الأسبوع أنسيه الهم الـلـي هو فيه
والتالت عايز يـتدلع
والرابع عايزني أصرف عليه،
ما هو مش كفاية إنه هـ يـ****، ما هو أصل مفيش رجالة بـ تـ**** اليومين دول
والـلـي عايز يعرف أنا بـ لبس مايوهات ولا لأ
"طب بـيـكـيـنـي ولا قطعة واحدة؟"
طب بـ عرف ارقص؟
طب هو ابني أهم ولا هو؟

نماذج مريبة، ومريضة، ومحدش فكر أنا ناقصني إيه؟
أو محتاجة أحس بإيه مع الراجل الـلـي هـ عيش معاه؟
الغريزة بـ تحكمهم كلهم، طالما إني سنجل بقالي كتير فـ بقى في عرض واحد
أي واحد والسلام، راجل يعني.

أنا بـ عمل كل حاجة لوحدي من أيام ما اتجوزت أصلًا
دكتور، ميكانيكي، سوبر ماركت، أغير لمبة، أصلح حنفية
سبعة صنايع، ما بـ غلبش
وما بـحبش أطلب حاجة من حد، عشان ما عـنـديـش مُقابل لأي خدمة، بـ قرف.

روحت لدكاترة كتير وأسهل حاجة عندهم أدوية تزود الاكتئاب، وتـنـيِّـمِـك
وتوقَّف حالِك وكأنك في مصحة ومقطوع من شجرة
أنا محظوظة عن ناس ما كانوش أهاليهم معاهم، واستحملوهم، وساعدوهم، وإني بـ شتغل.

وقعت كتير، وبـلـبـعـت كتير، ورفضت آخد شَربة الملح عشان مش عايزة أعيش
وابويا خاصمني كتير اعتراضًا على تصرفاتي الـلـي من وجهة نظره غلط
ولسه جوايا صراع نفسي داخلي عنيف
أبقى أنانية، وافكر في نفسي وانبساطي وبس؟
ولا أنا أم، ودي رسالتي الحقيقية الـلـي في الحقيقة بـ تميزني وبـ تميز حضوري؟

أنا بـ عمل كل ده
بـ فقد شغفي كتير، بـ خاف ساعات
بـ آخد قرارات فجأة
بـ استفتي قلبي، وبـ آجي على نفسي، وبـ عنِد
بس تراتيب ربنا بـ تكسب في الآخر، وبـ يجبر بخاطري.

الغريب بقى إني رجعت لجوزي بعد سبع سنين طلاق
عشان خاطر أهلي، وابني، وإني لازم أسمع الكلام، واتلم
رجعت وانا واحدة تانية بشروطي
هو كان زي ما هو، ما اتغيرش
أنا، أنا بقيت ست تانية.

"احمدي ربنا إني رجعتك"
"أنتِ عجزتي خلاص، روحي اتعالجي"
"أنتِ فاكرة نفسِك ست؟"
"أنتِ ولا أم ولا زوجة، وبـ تعريني في كل حتة"
"كان لازم اسمع كلامهم، والطبق الـلـي رميته ما ارجعش أمد إيدى فيه".

مهما اعمل مش عاجب، مهما البس وحشة
مهما اتدلع، ما بـ عرفش
من 6 الصبح لـ 12 بالليل على رجلي من برا لجوا
ما اقدرش ما أحضرش أكل، والغسيل جاهز، ومكواة أمه بـ ودِّيها
هدايا بـ هادي، تمارين بـ وصَّل، دروس بـ تابع
وكمان بـ عمل الحاجة الـلـي بحبها، ودي وجعته أوي
أنا بس موجودة عشان هو يكون مبسوط ومزاجه كويس في أي وقت.

"بابا أنا مش قادرة"
"ابنك استثمارك هـ تتحاسبي عليه، أنتِ عامود البيت"
"يا جماعة بـ موت"
"أنتِ الـلـي رجعتي، كل البيوت كده، كل الرجالة كده"
"يا ناس أنا مش موجودة أصلًا"
"هو أنتِ عايزة إيه من الدنيا؟ البصة في وش ابنك بالدنيا"
"اعتبريه مريض، وشوفي مفاتيحه فين"
"حرام عليكي الولد".

"دمرتيني، بـ تطلعي غُلبك فيا طول عمرك
بـ تزعقي لي، ومش قادرة تعملي له حاجة
بـ تيجي عليا ليه؟ أنا مالي ومال مشاكلكم
أنا هـ سيب البيت وامشي
أنتِ ما بـتـحـبـيـش غير نفسِك وسايباني"، ابني
ما هو بقى 16 سنة، وبرضه أنا الغلطانة.

الطلاق المرة دي ما كانـش أسهل على فكرة زي ما كنت فاكرة
"أنتِ ما تـنـفـعـيـش تـفضلي على ذمتي
المَرَة الـلـي ما تـسمعش كلامي -أكون سُخرة- ما تـنـفـعـنـيـش"
كنت لوحدي، خلاني أبريه تاني
"ارتاحتي؟ عشان تبقي تنزلي براحتك".

ومشيت، وابويا لسه ما بـ يـكـلـمـنـيـش، وكمان بطل يـنصحني
ومش عايزة أعمل أي حاجة، حتى الـلـي بحبها
ومش قادرة أقول إني اتطلقت
"أنتِ كبرتي وحرة في قراراتك، وانا حر في معاملتي معاكي"
"ارتاحتي؟ أنتِ مجنونة؟ تـتطلقي مرتين؟ أقول لأصحابى إيه؟ مالكيش دعوة بيا، مش اتـطـلـقـتـى خلاص؟"، ابني
"ده كان حلال كل الـلـي بـ يعمله فيكي، أنا ما عرفـتـش أربي"، أبويا
"ده أنا هـ اروح أبوس إيده عشان يـرجعك"، أمي

كبرت لدرجة إن أبويا بطل يـنصحني
ومش عارفة آخد رأيه
منكسرة آه، بس مش سُخرة
وحيدة شوية، بس مش موجودة
هو أنا لسه حلوة؟ هو أنا لسه سيكسي؟
هو أنا بـ عرف؟ هو أنا مرغوبة؟

x
تنويه القصص الموجودة على هذا الموقع قد تسبب للبعض شعور بعدم الارتياح أو الألم. في حالة شعورك بذلك، تذكر أن تتنفس، وأن تأخذ بعض الوقت مع ذاتك قبل مواصلة القراءة، أو بالتوقف عن القراءة إذا استدعى الأمر