هو احنا اتنقلنا أول يوم
ما كناش عارفين احنا هـ نـتـنـقل ولا لأ
عرفنا بالصدفة من مكالمة حد في القسم
حد يعرف مأمور القسم عرفنا إن احنا رايحين القناطر

فاكرة، فاكرة أول ما دخلت كان عندي تصورات كده
الستات جوا بـ يعملوا إيه في بعض وهـ نتضرب ولا مش هـ نتضرب
عشان طبعا كل التشريفات بتاعة الولاد
كلهم بـ يدخلوا بـ ياخدوا كده علقة في الأول

دخلنا بعد كده ف مرحلة التفتيش اللي هو يعني إيه ...
بداية… أول لقطة كده مع الناس، مع إدارة السجن
جينا بقى مرحلة إيه، اللبس
فجابوا لنا الشول، اللي هي الجلابية اللي مكتوب عليها من ورا نزيل
وبعدين دخلنا العنبر، العنبر اللي كنا فيه كان اسمه عنبر العكسري
وهو أوضة واحدة مش عنبر كبير متقسم
وكان فيه خمس سراير، كل السراير تلات أدوار
وحمام ويعني من الشباك تقدري تشوفي الورشة

أول يوم كان صعب، لأن أنا حلمت إن أنا في البيت
وصحيت لاقيت نفسي في السجن، فـوقتها اتخضيت أوي
يعني بعد كده كنت آما بـ حلم إني في البيت بـ بقى عارفة إني أنا في السجن خلاص
لأني كنت قاعدة في السجن بقالي شوية
بس يعني أول يوم كده "يا نهار أسود هو احنا فين؟!"
بس عدى يعني، النبطشية اللي كانت ماسكانا كانت ست ظريفة
وكانت دايما عايزة عيش رغم إنها ست كلاس وكده
يعني هي غالبا ست كلاس بس هي بقالها عشر سنين في السجن
فهي حد اتحول بعد عشر سنين من السجن لحد تاني خالص،
قعدت تهدينا، هو جزء من ثقافة السجن كده
"لأ إن شاء الله ده آخر يوم، لأ إن شاء الله تطلعي بكره"
حاجات زي كده يعني

طبعا كل الناس كانت بـ تتريق عليا عشان كنت بقول لها "طنط"
محدش كان بيقول طنط خالص
غير برضه الناس الصغيرين اللي لسه جداد ومش فاهمين السيستم وكده
بس الاختيار التاني كان هو إني أقولها "يامه"
"لأ مش هـ قول لك يامه، لأ أنا عندي أمي موجودة"

احنا اتحبسنا أول تلات أيام في أقسام
والقسم يعني أقذر مليون ألف مرة من السجن
كنا نايمين حاضنين الزبالة في وش باب القسم
والقسم التاني اللي احنا اتحولنا له
احنا بيتنا ليلة في قسم مصر الجديدة
الليلة التانية حطونا في مكان ما يسعش خمسة
واحنا كنا سبعة وقعدنا نتخانق ومش عارف إيه فنقلونا
القسم بالنسبالي كان، بعد ما جربت أول ليلتين، كابوس أكتر من السجن بكتير

مش فاكرة إن أنا عملت حاجة غير إنه غالبا أول يوم في السجن
قعدنا فيه مع المأمور
في الأول خالص كان بـ يدخل لنا بطرمانات نسكافيه
أو عسل من بعد ما يخلص نعرف نستخدم البرطمان
لغاية أما يجي التفتيش يلمه ويرميه لأن ممنوع الازاز خالص
عشان الناس بتعور بعض، وحقيقي الناس كانت بتعور بعض يعني
ياخدوا غطيان الحلل وكده عشان بيضربوا بعض بيها
ده حقيقي برضه، خناقات من دي حصلت
فـكان كله بقى بلاستيك
غسيل المواعين بقى يعني عالم من القرف له علاقة بإنه الريحة ما بترحش ابدا من أي حاجة بلاستيك في الحياة خالص

بدأنا نفكر في خيارات كده، هـ نجيب حاجات تترمي ولا أحسن المواعين؟
طب واستهلاكنا قد إيه؟
كان فيه زبالة كده كبيرة جدا جوا العنبر

بدأت بقى تفاصيل كده، اللي هو احنا هـ نظبط المكان اللي احنا قاعدين فيه ده إزاي بحيث إنه يبقى أكثر آدمية
تقسيم السراير، مين هـ ينام فين، مين هـ ينام تحت، مين هـ ينام فوق
بس مش فاكرة إن احنا عملنا حاجة أوي
أصل أنا كنت ميتة من التعب
عربية الترحيلات دي من أسوء الحاجات برضه
اللي تقلب البطن وحاجة كئيبة جدا وفعلا مزعجة
يعني ما كنتش عايزة أطلع جلسات خالص
فى ناس كانت بتحب تطلع جلسات
عشان خاطر تتفرج على الشارع وتمشي على الأسفلت
فيه تفاصيل كده الواحد بينساها جوا السجن
بس فـده اللي أنا فاكراه أول يوم