الدكتور الكبير

أنا عندى 30 سنة مش متجوزة ولا مخطوبة وبعمل ماجستير. وهنا بقى نبدأ نتكلم.
بـ عمل ماجستير فى جامعة مصرية وطبعا لازم يبقى عندى اتنين مشرفين؛
مشرف كبير عجوز تقريبا بـ يدخل المستشفى علشان يخرج منها، ودكتور صغير.
المشكلة مش فى الدكتور الصغير، المشكلة فى الكبير اللى عنده فوق الـ 75 سنة،
اللى لسه عامل حادثة ونجى منها بأعجوبة.
المشكله إنى استنفذت سنينى ومن هنا بتبدأ رحلة إدارية علشان أمد سنة،
وخصوصا إنى بقفل فى الرسالة.
ودى حاجة روتينية جدا وناس كتير بـ تعملها، وبـ تعدى وبـ تبقى الدنيا زى الفل.
بس علشان ده يحصل لازم دكتور المشرف الكبير يكتب تقرير مشفوع،
وبـ يتحول بعدها للقسم وكلام إدارى كتير، والدنيا بـ تعدى.
الدكتور الصغير امضته تحصيل حاصل.
كلمت الدكتور الكبير:
"مساء الخير يا دكتور أنا بـ كلم حضرتك علشان كذا كذا"
"آه يا بنتى أنا عايز أخلصك هـ عطلك ليه طيب اسألى عـالاجراءت وكلمينى"
"حضرتك أنا عرفت الإجراءات. جواب حضرتك هـ تكتبهولى مشفوع بطلب من حضرتك"
"تمام يا بنتى"
"حضرتك نازل امتى الكلية؟"
"لا أنا تعبان ما بروحش ومش قادر أنزل"
"طيب حضرتك بـ تروح العيادة بتاعة الكلية؟"
"يا بنتى بـ قولك تعبان وما بـ قدرش أنزل وما بـ روحش"
"طيب حضرتك أقابلك ازاى علشان حضرتك تعملى الجواب"
"ممكن تجيلى البيت، أنا راجل كبير وتعبان وما بروحش فى حته.
هـ مضيلك الجواب، واعملى ورقك وربنا يوفقك"

لحد هنا وكنت حاسة إنه طبيعى نوعا ما. دكاترة كتير بـ يستقبلوا طلابهم فى بيوتهم.
هـ روح وآخد صاحبتى معايا أو واحد زميلى. آه أحسن آخد واحد زميلى.
ده كان كل حدود تفكيرى.

كلمته تانى يوم علشان أحدد معاه ميعاد
"مساء الخير يا دكتور أنا فلانه اللى كلمت حضرتك بخصوص الموضوع الفلانى"
"آه يا بنتى" دى كانت أول المكالمة، آخر المكالمة كانت حاجة تانية
"اتفضلى شرفينى فى البيت"
"حاضر يا دكتور"
"فكرينى بيكى كده انت بـ تشتغلى؟"
"أيوا يا دكتور أخصائية نفسية"
"جدعة. عندك كام سنة؟"
"30 يا دكتور"
"متجوزة بقى؟"
"لأ يا دكتور"
"ليه يا بنتى؟"
"معلش يا دكتور"
"لأ معلش إيه قولى مفيش نصيب"
"تمام يا دكتور مفيش نصيب"
"طيب هاتيلى ورقك وشغلك وتعالى وهـ ستناكى وهـ فضيلك نفسى ...
أنا شايف إننا ما اتعرفناش على بعض كفاية
أنا مش فاكرك يا نهي
بكره دى قعدة تعارف.
وأشوف شغلك طبعا،
أنا عايزك بكره تقدميلى نفسك شكلا وموضوعا"
وفى الآخر قالى: "اوصفيلى نفسك يا بنتى شكلك إيه علشان مش فاكرك"
"أنا يا دكتور سمرا شوية وقصيرة وشعرى طويل"
"شعرك لونه إيه يا بنتى؟"
"لونه أسود يا دكتور، هو ده له علاقة بالجواب يا دكتور؟"
"لأ بس أنا علشان أعرفك أصل ما كنتش متخيلك بالوصف ده. طيب وزنك؟"
"حاجه وخمسين يا دكتور"
"رشيقة، يعنى عندك ترهلات فى جسمك؟"
"نعم؟"
"بصى يا بنتى الكلام ده وامضتة الجواب هـ يفضل سر بينى وبينك.
ولو وصل الأمر إنى أكتبلك الرسالة واخلصها لك أنا هـ عمل كده.
يهمنى إنك تخلصى.
والعلاقة بينا زى ما تحبى،
عايزاها تبقى طيارى أو تبقى مستمرة ونكمل مع بعض الدكتوراة يعنى ممكن"

طبعا قفلت المكالمة وانا حاسة إن ده مش حقيقى، ومش عايزة أكمل لو ده الثمن.
وفكرت أحكى لبابا وأخد من الدكتور ميعاد واديله شغلى وأطلعه هو يتعامل.
بس لما ده يبقى دكتور جامعة لما يحصل لي كده أشتكي لمين فى القسم مثلا؟؟
أنا مش عايزة الماجستير لو هـ يجي كده بس مش عايزة أسمع كلام زي ده ...

x
تنويه القصص الموجودة على هذا الموقع قد تسبب للبعض شعور بعدم الارتياح أو الألم. في حالة شعورك بذلك، تذكر أن تتنفس، وأن تأخذ بعض الوقت مع ذاتك قبل مواصلة القراءة، أو بالتوقف عن القراءة إذا استدعى الأمر