إزاي أحكي قصة واحدة عن التحرش الـلـي مريت بيه
وانا كل يوم بـ عدِّى بأكتر من تلات أربع مواقف؟
أنا حياتي الاجتماعية كلها تحرش
من أول المدرس الـلـي لما سألته على حاجة
قرب لحد ما المسافة بين وشي ووشه كانت سنتيمترات
ولاحظ الامتعاض على وشي، وابتسم.
لبياع السوبرماركت الـلـي تحت بيتنا
الـلـي بـ يـغـمـز لي فى الرايحة والجاية
وهو عارف إنى بـ تضايق من كده.
لنظرات الولاد الـلـي في الدرس
لنظرات، ولمس، وكلام الرجالة الـلـي في الشارع، أو الكافيه، أو النادى.
بس أنا حابة أحكي موقف أثر فيا أوي، وغيرني من ساعتها
يمكن في عيون أهالينا الكبار شوية
بـ يشوفوا إن تغيُّرى للأسوأ، بس أنا ما بقاش يهمني.
وانا في تانية ثانوى، كنت طالعة من درس أنا وصاحبتي
ورايحين لدرس تاني وراه على طول
كانت الساعة تمانية، فالوقت ما كانش متأخر
كنا ماشيين، وبـ نـتـلقى نظرات، وشوية كلام
وحبة "يا عسل"، على حبة "إيه يا جميل؟" كالمعتاد
من كتر ما بـ يحصل لنا كده اتعودنا
كنا بـ نتكلم، ولا كأن حاجة بـ تحصل.
بس واحنا ماشيين، عدينا جنب شلة ولاد ساندين على عربية
كالعادة، قلبي بدأ ينبض أسرع
وسرعنا خطوتنا علشان نخلص بسرعة من الـلـي ممكن نسمعه
فجأة واحد منهم قرب وشه ناحيتي
وقام باسني جنب خدي، بس من غير ما يلمسه
عمل صوت بوسة يعني
كان قريب مني أوي، لدرجة إني حسيت بنفسه على جلدي
وقام ضحك هو وصحابه، وانا كملت مشي.
ما قـولـتـش حاجة
مع إني قبل الموقف ده لما كان حد بـ يعاكسني بقلة أدب كنت بـ رُد عادي
وكنت بـ شجَّع صحابي على كده
من خوفي وذهولي أثناء الموقف، جسمي هنـِّج، وكملت مشي
بعد دقايق، اتفـتـحت في العياط، عيطت جامد.
تقريبًا ما كرهـتـش نفسي في أي لحظة في حياتي قد ما كرهتها ساعتها
وانا قاعدة على الرصيف، قدام الدرس، وبعيط
صاحبتي كانت واقفة مش فاهمة إيه الـلـي بـ يحصل
وما سـألـتـنـيـش
لو كانت سألتـنـي، ما كـنـتـش هـ رد.
علشان الرد هـ يكون طبطبة على الكتف
و"معلش، ما تعمليش في نفسك كده
هو ما باسكيش يعني".
أنا ما بقـتـش أتقبل من حد إنه يهديني بعد ما أتعرض لتحرش
علشان مش مطلوب مني إني أكون هادية
المطلوب مني إني أرد، واضرب
وازق الـلـي بـ يحاول يتعدى عليا، وعلى مساحتي الخاصة
المطلوب مني إني أهزقه، واتعلم إزاي أدافع عن نفسى.
المفروض إني ما أبصش في الأرض
واعمل نفسي متخلفة، ما أخدتش بالها
زي ما أمي وجدتي علموني
المفروض إني أرفع رأسي
واواجه الحيوان الـلـي عمل كده.