ركبت المترو في يوم من أيام رمضان
ركبت عربية السيدات، عشان الواحد ما كانش ناقص لمسة من هنا،
أو كلمة، أو حتى نظرة من هنا.
كان في "رجلين" واقفين معانا في العربية
وكل محطة نـترجاهم ينزلوا، يبجحوا، وما يتحركوش
وللأسف كل شوية رجالة أكتر تدخل، ويقولوا: "إشمعنى دول؟"
كان في كرسي فضي، فـقعدت من التعب
بعد ما زهقت من الخناق معاهم
بعد ما قعدت بشوية راحت بنت تكلمهم
قام واحد منهم شاتمها، وقال لها "يا شرموطة"
أنا دمي فار، وقومت رايحة مزعقة له:
"ما تـجيش تعمل علينا راجل في عربية الستات"
"أنا راجل غصب عنك يا شرموطة يا بنت الكلب"
"مفيش رجالة هنا، والعربية دي كلها حريم"
"أنا هـ وريكي مين الـلـي راجل يا بنت المرة".
وهوب الراجل جاي يضربني
والستات الـلـي كانوا في صفي، فجأة قلبوا عليا
ومسكوني بعدوني عنه، وجات واحدة منقبة تقول لي:
"يا بنتي سيبك منه، مش عايزين مشاكل"
"ما تـسـكـتـيـنـيـش وانا بـ دافع عن حقك"
"يا بنتي حصل خير، ده شكله شارب، أنتِ مش شامة ريحته؟"
المهم الموضوع خلص، عشان كان لازم أنزل في المحطة الـلـي بعدها
وروحت البيت في صدمة، نفس الموقف كان بـ يتكرر تاني، وتالت، ورابع
اتنين بـ يركبوا، وراهم اتنين، على اتنين كمان
وخلال تلات أو أربع محطات تكون نص عربية السيدات اتملت ذكور
بس أنا ما قدرتش اتكلم، مش خوفًا من الشتيمة، ولا مد الإيد
ولكن بجد ما كانش عندي طاقة اتكلم عشان أتهزق من ناس بجحة،
وقليلة الأدب، وبـ تستقوى علينا فقط لاختلاف أعضائنا التناسلية وبنيتنا.
نزلت من المترو وانا بـ عيط، حسيت إن دي بداية السلبية، وفقد الإحساس بالمسؤولية
حسيت إني لو بطلت اتخانق مع الرجالة الـلـي في عربية السيدات،
شوية شوية هـ بطل اتخانق مع الـلـي بـ يدافعوا عن العسكر والداخلية، ومش بعيد كمان مبارك
حسيت إني بخـون الثورة عشان سِكِت على حقي
بس في نفس الوقت طاقتي بدأت تنفذ،
مش هـ قدر أزعق واعلي صوتي كل يوم.