من صغري اتعودت على الوحدة وخدت عليها وحصل نوع من الألفة بيننا،
بس ده طبعا ما كانش من فراغ …
لسبب ما أنا عشت سنوات طفولتي كلها بدون صحاب حقيقييـن،
مجرد صحاب بـ لعب معاهم في المدرسة سواء ولاد أو بنات
بعضهم كان معايا أرقام تليفوناتهم
كانوا يكلموني بس لما يبقوا عايزين يعرفوا الواجب كان إيه النهارده
وانا كمان كنت بـ كلمهم أحيانا لنفس السبب
يعني دي كانت علاقتنا مع بعض.
خارج أسوار المدرسة كانت العلاقة بـ تقف لسبب ما مش عارف إيه هو.

أما في البيت فأنا كنت كاره النزول للشارع
كنت قاعد في البيت على طول، بالتالي ما كنتـش بـ كتسب صداقات خارج المدرسة
ابتديت أنزل الشارع بانتظام بس وانا في 3 إعدادي،
لما قابلت الشخص اللي فعلا ربنا جعله سبب في تغيير حياتي
بعد ما كانت فاضية من الحياة والخبرات وكل حاجة.

الشخص ده أصبح فيما بعد صديقي الوحيد
هو كان جاري من زمان لكن شاءت الظروف إننا نبقي صحاب في الوقت ده.
قربنا من بعض جدا وبقيت أنزل الشارع معاه في الأول
بعدين اتعرفت على ناس كتير في الشارع عن طريقه
طبعا اتعلقت بيه جدا لأنه أنتيمي وصاحبي الوحيد والحقيقي اللي بجد،
والباقيين دول كلهم مجرد معارف.

دي كانت النظارة اللي بـ شوف بيها الحياة وقتها،
مع الوقت ابتدت تحصل مشاكل بسبب إنه شخص اجتماعي محبوب يعرف ناس كتير
وانا مـسـتـكفي بيه هو عن أي حد…
فبالتالي مركز معاه جدا وعايزه معايا طول الوقت
عايزه يعاملني بنفس معاملتي ليه رغم إن هو مالوش ذنب في ده
حصلت بيننا مشاكل كتير على مر الأزمنة وقطعنا مع بعض كتير
أنا اتقمصت منه كتير على حد تعبيره،
لحد ما اقتنعت وعرفت إن العيب فيا وانا غلط وهو صح، بني آدم طبيعي
ساعتها ابتديت أحاول أسيطر على علاقتي معاه،
كان لازم بديل عشان ما يبقاش الحمل كله عليه
لكني اخترت البديل السهل اللي ما بـ يـتعبنيش واللي ساعتها افتكرته قوة

البديل ده كان هو الوحدة، ابتديت ما نزلش معاه هو وصحابه
اللي عمرهم ما بقوا صحابي رغم إني كنت بـ نزل واخرج معاهم
لأن هو بس صاحبي وانا خارج عشانه…
المقصود إن هي دي كانت طريقة تفكيري وقتها
أو ده اللي أنا كنت فعليا بـ عمله حتى بدون تفكير.

للأسف الشخص ده أثره في حياتي كتير
عمري ما هـ قدر أنسى إن هو سبب إني طلعت من القمقم اللي كنت محبوس فيه،
لكن في نفس الوقت وبشكل غير مباشر هو مالوش ذنب فيه
أثر عليا بالسلب لتعلقي الشديد بيه واستغنائي عن الجميع في سبيله هو
الوحدة في الوقت ده خلتني أتحكم في علاقتي معاه، خلتني أكبر دماغي شوية
حاجات تانية كتير بعد كده ساعدت إن علاقتي بيه ما تبقاش زي الأول
مش لحاجة إلا لمشاغل الحياة لما ابتدينا نكبر

بس طبعا الوحدة كان ليها مشاكلها،
أولها الملل اللي في بعض الأحيان قتلته بحاجات غلط كتير مش فخور بيها خالص،
حاليا أنا شخص مغترب وهو كمان مغترب
حاليا أنا شخص وحيد جدا محدش بيسأل عليه، غير الشخص ده
ورغم كده أنا اتغيرت وحاجة جوايا اتكسرت،
حاجة خلتني عندي نوع من اللامبالاة بالبشر بشكل عام
يعني لكم أن تتخيلوا إنه على كم التعلق اللي كنت متعلقه بيه
دلوقتي ممكن يكلمني كذا مرة ورغم إنه صاحبي الوحيد،
إلا إني دايما دلوقتي أنا اللي بـ رد متأخر
مش لسبب خالص إلا إني مش حاسس بأي حاجة…
غير إني فقدت إيماني بربنا وسط غفلة من الزمن كده،
فقدت إيماني ومش عارف أرجعه تاني

الوحدة كنت فاكرها حاجة حلوة في الأول
إني ممكن استغني عن البشر وأستعيض عنهم بنفسي،
بس رغم حماقة البشر إلا إننا محتاجين لتواصلهم معانا عشان نواصل الحياة.

أنا طبعا بسذاجتي وطيبتي اللي كنت فيهم زمان نظرا لانعدام الخبرات،
خدت خوازيق كتير ولسه باخد لحد دلوقتي
بس اللي زاد وغطا مع ميلي للوحدة
اكتشفت إن بقى عندي مشكلة في الثقة في الناس بشكل عام،
بـ شكك في أي فعل غريب ليهم وبـ فترض سوء النية على طول الخط،
والغريبة إني ساعات بـ كون صح بس ساعات تانية بـ كون غلط
ده اللي خلاني اعرف إن فيه حاجة غلط ...
أنا حاولت أقرب من ناس كتير
بس أنا لسه مشكلتي إني مش عارف أتحكم في علاقاتي،
ولسه لما بـ قرب من حد بـ قرب أوي وده بـ يخليني أشوف عيوبه
وهو يشوف عيوبي ونقاط ضعفي
ومن هنا تبتدي المأساة والمشاكل.
العلاقة في المرحلة دي بتبقى في بداية النهاية،
فأنا خلاص بقيت أخاف أقرب من أي حد وعلاقاتي بقت سطحية لأقصى حد.