ظننت دومًا أنني مُتبناه أو ربما لست ابنتهم….
أنا الأولى بين أخوتي، وُلدت بشكل عادي، قمحية بشعرٍ مجعد (كيرلي)،
ولكن بنظرُه كنت سمراء، قبيحة، ذات شعر أكرت.
وازداد الأمر سوءًا عندما وُلدت أختي بعدي بثلاث سنوات،
وكانت ذات بشرة فاتحة، وشعر ناعم،
-أحبها، وتعاني من أشكال تنمر أخرى في المنزل-
فكنت أنا ذات شعر "الليفة" و"سلك المواعين"،
و"شعرك لو ما سرحتيهوش الحشرات هـ تعشش فيه".
وبعدها فترة المراهقة حيث يصاب الأغلبية بالنحافة أو السمنة،
كانت السمنة من نصيبي، ورغم أني لم أكن بتلك السمنة ولا تلك السمرة،
ولكني كنت "يا فشلة يا فشلة، يا شوال المورتاديلا".
حُرمت من الأكل في بعض الأيام، رغم أني حقًا لست بهذا الوزن -لكني لم أكن بعود الفرنسيات-.
ولم أتعرض لأي من هذا التنمر الوسطي الجميل خارج المنزل، بل كله بالمنزل….
حتى إنني عندما عاصرت مسلسل الكارتون "ريمي وسالي"،
ظننت أنني ربما مُتبناه وسيخبرونني عندما أكبر،
أو ربما هو ليس أبي بل زوج أمي، ولذلك أتعرض لهذا وحدي.
بعدها كبرت، واكتشفت العامل الوراثي بيني وبين أبي الذي لقبني وعايرني بخلقتي،
وأن أختي مختلفة لأنها أخذت هذه الصفات من أمي.
ورغم أني ما زلت أعاني من ذلك، وأصبح الجميع يعاني منه،
إلا أنني أعتقد أنه خارج المنزل يراني الناس جميلة،
وبالنسبة لوجهة نظري أرى أنني عادية، ولكني أقرب للجمال منه للقبح الذي ظننته سابقًا.