أنا إنسان عادي جدًا، ويمكن أقل من العادي كمان،
ما تـسـتـغـربش، أنا أقل من العادي لإن الإنسان العادي دايمًا بـ يحب نفسه،
إنما أنا في الحقيقة بكره نفسي أوي، آه والله، بكره نفسي.
من وانا صغير كان عندي مشكلة في وشي….
وهي إن مناخيري كبيرة. كلكم ضحكتم، صح؟ فعلًا لازم تضحكوا،
بس أنا الـلـي لازم أتعذب من جوا،
كلامكم عن شكلي بـ يقتلني، وانا صدقوني عمري ما هـ بين لكم إني زعلان،
بالعكس، يمكن أتريق معاكم على شكلي.
بس ثقتي بنفسي بقت في الأرض….
بقيت بـ خاف أروح الأفراح والمناسبات، حتى المدرسة،
وشايف كل الناس بـ تبص عليا.
تخيل إني وانا صغير حبيت واحدة، ولما قولتلها نبقى صحاب،
قالتلي: "لأ، أنت شكلك وحش، ومناخيرك كبيرة".
ياه، ذكريات بـ تضحك والله، كنا عيال.
وكبرت شوية، ربنا ابتلاني بحبوب شباب في وشي وكده،
كمِّلت، لو كنت مقبول في شكلي 50% دلوقتي بقيت بلح، تعايشت مع الوضع.
كل الـلـي يشوفني يقولي: إيه الـلـي في وشك ده؟ ومال مناخيرك كبيرة كده؟"
أو "ما تروح تعمل عمليات، عشان تبقى مقبول في الشكل".
كلامهم بـ يبان إنه سهل، بس والله هو سكاكين بـ تقطع فيا.
بس أنا قررت إني أكبر دماغي منهم، واحاول أثق في نفسي شوية، وابقى اجتماعي شوية،
لحد ما ربنا كرمني وفي تالتة إعدادى بقيت أمين اتحاد طلاب الإدارة التعليمية -سلطة يعني وكده-،
وباقي الطلاب بـ تتقرب مني؛ عشان أنا ليا كلمة، ومهم في المدرسة.
ده كفاية شكلي لما ينادولي من الحصة عشان المدير عايزني عشان فيه اجتماع،
أحس إني ملك طالع من الفصل، وكل الأنظار موجهة عليا.
ومن ساعتها حبيت النجاح، وبقيت طماع أوي في حكاية النجاح،
وشديت حيلي، وطلعت السابع على المدرسة بعد ما كنت فاشل تقريبًا.
ودخلت ثانوي وانا عندي عزيمة تهز جبال،
وفعلًا كنت من أهم الشخصيات الـلـي في المدرسة،
والكل بـ يحب يتكلم معايا، ويقف معايا، بالذات المتفوقين.
ودخلت تالتة ثانوي وانا لسه فيا نفس العيوب،
مناخيري كبيرة، وعندي حب شباب، بس بقى عندي مناعة من الكلام عليهم،
على الرغم من إني ساعات بـ زعل لما حد بـ يوجهلي كلام مش كويس على شكلي،
بس بقيت بـ هتم بمستقبلى أكتر.
ودلوقتي دخلت كلية الصيدلة بمجموع 97.7%،
وبقيت الدكتور الوحيد في القرية، والدكتور الوحيد في الشلة،
وبقى كل الناس بـ تكبرني فى عنيها،
بعد ما أنا كبرت نفسي بمجهودى وكده.
ودلوقتي وانا في سنة تانية لسه عندي نفس العيوب،
بس بـ شكر الظروف؛ لأن لولا العيوب دي ما كـنـتـش هـ بقى كده أبدًا،
ولا كنت هـ نجح فى حياتي العلمية والعملية.