عملت عملية تكميم

أنا طول عمري تخينة، وعلى طول في البيت محسسيني بكده،
وإني لازم أبطل أكل، وبابا كان دايمًا بـ يكسفني في أي تجمعات عائلية،
وبالذات لو معزومين عند حد من قرايبنا أو صحابنا،
وكانوا على طول بـ يبصوا لي بنظرات حادة، لو فيه حاجة بحبها، فـ أكلت منها قطعة زيادة مثلًا.

كان عندي 11 سنة لما ماما ودتني لواحد من أكبر أطباء التخسيس،
ساعتها كنت بـ تضايق جدًا، وكان بـ يبقي نفسي آكل كيس شيبسي.
ولسه فاكرة لغاية دلوقتي إني كنت ببقى واقفة قدام الحلويات في سوبر ماركت،
خايفة أقول إني عايزة عشان كان هـ يتزعقلي،
وكنت بـ ستنى وجبة الفري بتاعة الأسبوع عشان أبقى مبسوطة.

حاجة وحشة أوي إن يكون الأكل هو الـلـي بـ يحلى الوقت، وبـ ستناه عشان أتبسط،
ومع ذلك كنت بـ آخد كلام لو قولت عايزة آخد يوم فري، مش وجبة،
طبعًا من أهلي، والدكتور الـلـي كان عادي بـ يزعق، وبـ يهزق لو لاقاني ما خسيتش.
و مع ذلك خسيت ٢٥ كيلو، وطبعًا رجعتهم في خلال سنتين.

في المدرسة كانوا دايما بـ يتريقوا عليا، وعلى لبسي،
وكنت بـ تكسف جدًا، لأني دايمًا حاسة إني مش زي البنات،
وإني دايمًا بـ فصَّل لبس المدرسة؛ عشان مفيش لبس مقاسي،
وحتى في البيت كان بابا على طول بـ يعلق على أي حاجة،
سواء لبس أو أكل، على طول فيه انتقاد.

لغاية لما اتخرجت من الجامعة، وقعدت فترة رافضة تمامًا موضوع الرجيم،
واتمردت على كلامهم، وتصرفاتهم، الـلـي كانت بالنسبة لي مؤذية،
وكنت بـ سأل نفسي لما أهلي على طول شايفني كده، أمال الناس شايفيني إزاي.

قعدت فترة كبيرة آكل شوكولاته من وراهم،
كنت بـ جيب الحلويات، واخبيها في الشنطة عِند فيهم وفيا،
لأني كنت في حالة اكتئاب دايمة.
بس الاكتئاب خلاني أكتشف حاجات تانية، أو أبص لنفسي بطريقة تانية….

أنا واحدة طبيعية جدًا، وبـ آكل طبيعي جدًا،
وعمري ما حسيت إني بحب آكل، عادي بالنسبة لي.
بس مع مرور الوقت، أصبح الحاجة الحلوة في حياتي،
نظرًا لتراكمات السنين والرجيم، لأن الرجيم مش بس أكل،
لأ، ده الـلـي هو إزاي تعود نفسك إنك تشوف الحاجة الـلـي بـ تحبها قدامك، وما تاخدش منها،
أو تبقى قاعد في عزومة، وكله بـ ياكل عادي،
بس أنت لو أكلت كل الأنظار تتوجه لك. شيء بشع جدًا.

اتفرجت على فيلم انجليزي لبنات تخان،
كانوا بـ يشتغلوا في واحد من بيوت الأزياء،
ولكن دايمًا المدير كان عنده تعليق سخيف عليهم،
وإنهم أصلًا مش المفروض يكونوا بـ يشتغلوا في المكان ده.
فـ راح عملوا براند للأجسام الكبيرة،
الأجسام التخينة، مهما كان عدد الكيلوات على الميزان.
أدركت ساعتها إني عادي، أنا أهتم بنفسي، ولبسي.
أنا لغاية دلوقتي بحب أتفرج جدًا على نوعية الأفلام دي.

ودلوقتي أنا عندي ٣٢ سنة، وعملت عملية تكميم؛
نظرًا إنهم في البيت كانوا شايفين حالتي النفسية الصعبة بعد ما تخنت أوي،
نظرًا لظروف مريت بيها، فعملت العملية، وما كانش موضوع سهل.
ولغاية دلوقتي بـ بقى نفسي آكل، بس مش بـ قدر.
بس الحال اتعكس، بدل ما كل الأنظار تتوجه لي عشان بـ آكل،
بقت بـ تتوجه لي عشان ماما بـ تتحايل عليا آكل، وانا مش بـ قدر.

x
تنويه القصص الموجودة على هذا الموقع قد تسبب للبعض شعور بعدم الارتياح أو الألم. في حالة شعورك بذلك، تذكر أن تتنفس، وأن تأخذ بعض الوقت مع ذاتك قبل مواصلة القراءة، أو بالتوقف عن القراءة إذا استدعى الأمر