الحقيقة قصتي عادية تمامًا، ومش مميزة في شيء عن كل القصص
الـلـي الأهل والمجتمع فيها شاركوا في تكوين علاقة الشخص غير السوية مع جسمه.
من صغري وانا بـ يتقال لي إني مش جذابة؛ علشان تخينة،
وإني مش لازم آكل كتير؛ لأني كده هـ تخن أكتر،
وإن ده ذنب، وطفاسة، ومش أنوثة.
كل لقاء أشوف فيه خِلاني بعد فترة غياب، بـ كون أتخن،
فـلازم اللقاء بـ يبدأ بسلام مفاده إني تخنت عن المرة الـلـي قبلها،
وإن نصحهم ليا ده واجب؛ علشان مفيش راجل هـ يحب ويتجوز واحدة تخينة،
ولو اتجوزها رفيعة، وتخنت، هـ يطلقها.
هم مش من الناس الـلـي بـ تحب الميك أب الأوفر،
ولا الاهتمام الزيادة الـلـي يخلي البنت محط لفت نظر المارة يعني،
وكان دايمًا فيه معادلة مش مفهومة، وصعبة التحقيق بالنسبة لي طول عمري؛
بـ تقول إني لازم أبقى بنت، وحلوة، ورقيقة، وجميلة، ورفيعة،
ومش قليلة الأدب، ولا جريئة، ولا بـ حط مكياج،
وما كُـنـتـش بـ عرف البنات بـ تعمل ده إزاي أساسًا.
الأفراح كانت المناسبات الـلـي بـ آخد فيها نظرات الإعجاب من خِلاني،
عالكعب العالي الـلـي كان بـ يبهدلني،
-وبـ يتقال لي إني لو أرفع مش هـ يتعبني كده-
واللبس الحلو، والمكياج الخفيف، وبتاع،
والـلـي كانت كتركيبة مش مناسبة للحياة اليومية، وصعب الإبقاء عليها.
وبقيت حاليًا لا بحب أبقى حلوة في الأفراح، ولا العيد، ولا المناسبات،
ولا خروجة الشركة؛ علشان الإخوة الـلـي معايا في الشغل بقوا شاغلين مكان خِلاني،
في الإطراء على المرات الـلـي بـ كون فيها بنت، مش عم عبده بتاع كل يوم بتاع الموقع.
كما يحضرني لما نطع مرة قال معترضًا على رأيي في شرح ليه البنات بـ تاخد وقت كتير تجهز للفرح،
لأن كمحجبة سابقة، اللبس علشان يظبط كان بـ يحتاج تفاصيل كتير، مش بـ تبان لراجل،
من إيشارب -مهما كان بسيط- بـ يغلِّب في إننا نلاقيه حلو، ورقيق، ولونه مظبوط،
وفستان، وتقفيله، أو كمالته. فهو كان شايف إن البنات قبل الفرح بـ تحتاج أيام كتير تجهز؛
علشان بـ تشيل "الجلخ" من على جتتها،
بما يتضمنه الكلام من حكي ما اتقالش، إننا بطبيعتنا كائنات معفنة مثلاً،
ومش بـ نهتم بنفسنا غير للراجل، وبالتحديد في يوم الخرا الجواز.
بقى عندي قناعة من وانا في إبتدائي إني مش من البنات الـلـي بـ تتحب،
ولا الحلوة، ولا الـلـي تستاهل حد يعجب بيها، حتى من بعيد لبعيد،
وتاخد بالها في المتداري، وتـتبسط.
النهاردة أنا على عتبة الـ28، وحقيقي ما مريـتـش بولا قصة حب ناجحة، ولا فاشلة حتى،
وعلى قناعة تامة إني لو كنت أرفع كنت هـ بقى appealing أكتر إن واحد يحبني ويعجب بيا،
وبعدين نـبتدي نـشوف هـ نعجب بعض كطباع وأفكار، ولا لأ.
الموضوع إني في أواخر المرات الـلـي انفجرت فيها في الخناق مع ماما،
كان عندها شعور إنها متضايقة إنها بقت محتاجة تحسس على كلامها وهي بـ تنصح،
ومتخيلة إني لما بـ قول لها إن ده كلام هدام، وإني "تخينة"، أو "تخنت زيادة"،
دي معلومة أنا أول واحدة بـ دركها، وبالتالي مفيش استفادة حقيقية من إنها تعيد عليا المعلومة.
بل إنها بـ تحسسني إن دي حاجة مثيرة للشفقة، وتستاهل إنها تحزن علشاني،
وشايفة إن بكده، فأنا بـ كون بـ حِد من مساحة حريتها في التربية، ومساحة الصراحة بيننا.
هي ست جميلة، وطيبة، بس مش مدركة تبِعات التربية دي،
وده باعتبار إن دورها مع كائن بقاله 27 سنة على الأرض، لسه هو التربية.
الموضوع ما كانش أهلي فقط….
في الشغل، في الشركة المالتيناشيونال بنت الكلب الـلـي كنت شغالة فيها،
المدير العام المصري الـلـي معاه باسبور كندي،
وكان شغال في شركة مالتيناشيونال تانية فشيخة،
لما شافني بعد وقت، وكلام نادر في تلات أو أربع مواقف في خلال الأربع سنين الـلـي اشتغلتهم هناك،
أول تعليق، سألني عليه هو أنا ما بـ لعبش رياضة ليه؟ وإنها حاجة مفيدة للإنسان.
-أنا طبعًا اتفاجئت بالإبداع في الاقتراح الجديد،
الـلـي ما جاش على بالي في السبعة وعشرين سنة الـلـي عدوا،
بالفلوس الفشيخة الكتير الـلـي المخروبة الـلـي بـ يديرها بـ تديها لي،
فـبصرف على الجيران معايا من مرتبي، زي ما هو كمان أكيد بـ يعمل-.
وإنه مؤخرًا سمع عن الكيتو دايت في فيلم وثائقي علي طيران الإمارات، وهو مسافر.
ما قدرتش أتِف في وشة طبعًا، وغضبت من نفسي للمرة المليون؛
إني مش بـ جيب لها حقها من ولاد الوسخة كالعادة.
ده حصل بعد ما كنت مقدمة شكوى للإتش آر في فني؛
لأنه قرر وانا شغالة في الموقع، إنه يقول لي إني إزاي بـ نهج كتير، وإني تخنت، وده مش حلو علشاني. اشتكيته علشان يتربى، بس من جوايا عارفة إنه مش أول مرة يغلس عليا،
لأني بنت، وهو مش شايف البنات مناسبين لشغل المصنع،
وفاهمة إنه البيئة الـلـي حظها في التعليم قليل ساهمت في تكوين الشخصية بالعقل ده،
لكن المدير ابن الذوات، الـلـي بناته مخلصين جامعة، وقابل عالم أشكال وألوان، خير، ماله؟
أنا ما أعرفش ليه استحملت أربع سنين في المخروبة دي،
ولا مع الناس دي، وهم معاييرهم كلها مش راكبة معايا، ولا مع العدل في الحكم عالأمور.
وحاسة إني كنت مثيرة للشفقة في كل مرة سعيت لصحبتهم،
وهم كلهم رجالة بـ يحبوا القرف؛ علشان في المجتمع بتاعهم كرجالة، عادي،
ومتدينين، أو بـ يحاولوا زي ما بـ يقولوا.
ومنهم الـلـي استجدع معايا في مواقف، فـ شيلت له الندالة، وقلة الأصل،
والازدواجية الـلـي بـ تطفح منهم كل شوية بالمواقف الكويسة،
وقولت لنفسي ما دام بـ يعتبروني أختهم، ومش بـ يبصوا لي، يبقى خلاص، تمام،
ينفع نـكمل علشان الشغل ومستقبلي كمان حبة.
الحقيقة إني بعد شهرين من ما سيبت الشغل، لسه مش عارفة مسميات كل المواقف الـلـي عدت،
وفي مواقف قديمة نسيتها، بـ لاقيها تنور فجأة،
إنه إزاي قبلت ده، وعديت ده، وفرضت حسن نية في ده.
حاليًا أنا بقيت بـ شوف نفسي فاشلة، ومش بـ قدر اشتغل وانتج؛
لأني بـ شوف الإنسان التخين فاقد للسيطرة والتحكم في ذاته،
وبالتبعية فاشل، ومش بـ عرف أعدِل أي حاجة في حياتي.
ثقتي في نفسي، وطاقتي على الإنجاز في المطلق، وزوال الكآبة، وزوال الهم،
بقت رهن بوزني. جربت ده بشكل عملي لما خسيت مرتين بشكل حقيقي في حياتي.
بعيدًا عن الإساءة في الموضوع،
والتركيبة الشمال لمساهمة الشكل، والوزن، والأكل في معادلة الإنجاز،
أنا فاهمة كويس إنه الأكل المظبوط بـ يخلي الجسم أخف،
والعقل أكثر قدرة على التركيز والإنجاز بالتبعية.
ومش بـ لوم حد على نوبات الـ over eating الـلـي بـ تجيلي من الـ anxiety،
هـ تعلم أكون أحسن لنفسي وبس،
لكن ده لا يمنع إن الناس بدافع الخير والشر، بـ يكونوا ولاد وسخة عادي.