اتنين كيلو جرام زيادة

أنظر لملابسي القديمة -التي لم تُلبس تقريبًا سوى لمرات قليلة تُعد على الأصابع- وأشعر بالإحباط ....
أحاول تجربتهم كلهم، وأحشر جسدي الممتليء الجديد حشرًا، ولكن بلا جدوى.
وكأنها محاولة لإثبات أنني مناسبة لهم بشكل ما.
حسنًا، على الأقل أريد أن أكون مناسبة لواحد منهم لأهدأ.

ترتفع درجة حرارتي، وأعرق بغزارة، وينقطع نفسي،
أجلس على طرف سريري، وأتذكرني منذ 4 أعوام أبكي بحرقة مريرة؛
لأنني زِدت 2 كيلوجرامًا في يومين وقتها، ولم أعلم السبب.
كنت أقتل نفسي تمارين، وأنظمة غذائية؛ حتى أصل للوزن المناسب.

أتذكر قبلها جلوسي أمام المرآة، وأراني مازلت بدينة،
رغم أنني خسرت 20 كيلوجرامًا، لكنني لا أريد أن أرى هذا الرقم مرة أخرى على الميزان،
لا أريد أن أبتعد عن الـ 50.

لماذا الرقم تحديدًا؟ ربما لأن أمي اعتادت وزن نفسها كثيرًا،
والتباهي برشاقتها وهي في مثل سني.
تقارن بين وزننا المتقارب، بينما هي في الخمسين من العمر،
وأنا في الـ 23، فأصاب بالهلع.

لا أريد أن أكون "التخينة" في العائلة….
ربما لأن أبي شتمني يومًا بـ "البقرة التخينة"، وكان وزني 62 كيلوجرام فقط.
لا أريد أن أكون الأكبر حجمًا، والأثقل وزنًا في هذه العائلة.
هذه الفكرة تقتلني.

أتذكرني في بيتنا الصيفي، أُحيل جميع رحلاتنا جحميًا بسبب 2 كيلوجرام زيادة،
أبكي لهم على طاولة الفطور، وفي جلستنا أثناء الغروب على الشاطيء، وداخل البحر،
وأردد دائمًا "الـ70 كيلو قادمة".

أخذ نزهات كثيرة للشاطيء وحدي، وأجلس أفكر بسلبية كبيرة….
أنني بدينة للأبد، ولست جميلة، وشكلي مازال "يقرف".
أعود يومها للشاليه، أقرر أن ألعب بعض الزومبا، وأخرج من مود الأجازة.
البدينات مثلي لا تأخذن أجازات؛ يجب أن نتريض، ونأكل بشكل صحي كل يوم.
فأعود، وأضع الموسيقى الصاخبة،
وأبدأ في هز جسدي أمام أخواتي، وأحاول حثهم على الحركة معي.
تقابلني نظرات استهجان، ثم استخفاف،
لكن نظرات أخواتي المتعجبة لصدري المهتز جعلتني أوقف كل شيء، وأنزوي داخل الحمام.

تغزو رأسي أفكار مقززة عن أن صدري قد كبر زيادة عن اللزوم بعد الزواج،
ولو أنني أستطيع أن أقطع لحمي بالسكين، وأتخلص منه، لقطعت صدري أولًا.
تطاردني فكرة سوداء عن كيف ترتاح السيدات المصابات بسرطان الثدي،
بالتخلص من أثداءهن المسرطنة.
ليتني أستطيع التخلص منه مثلهن وارتاح.

اعتدت منذ بلغت أن ارتدي حمالات صدر غير مريحة، وتُصغر من حجم ثديي؛
لأنه كيف أملك مقاسًا كبيرًا إلي هذا الحد؟ عليّ إخفاءهم.
وكلما كبرت في العمر، كنت ألبس حمالتين صدر فوق بعضهما
في محاولة للتصغير، ولجعل الشكل مسطحًا أكثر، لا يجب أن يظهر هذا التكوير.

الآن أجلس على حافة سريري في غرفتي الخاصة ببيتي،
استرجع كلمات زوجي أنه يجب ألا أخجل من جسدي، فهو جسد أنثى.
ولماذا أحاول طمس شكل صدري؟ أنا أنثى، وهذا شكل صدري.
يخبرني:
"أنتِ مش تخينة، أنتِ إزاي فاكرة كده؟"،
ويؤكد أنه لا يجاملني.
أخبر نفسي أن الملابس القديمة لم تعد تتسع؛
لأنني أصبحت أنثى أكثر، وصدري يكبر مع عُمري وتغير هرموناتي، وكوني أُم، وكذلك مُحيط جانبي.
عليَّ الاحتفال بذلك، وارتداء ملابسي بفخر.

الـ 70 كيلوجرام حلت منذ عامين….
أتت كما كنت أخشاها منذ 4 أعوام، وأبكيها، وأحاول كل يوم أن أهرب منها. لكنني لم أنجح.
حاولت كثيرًا حتى أدركت أن جسدي يريد هذا الشكل الجديد، ولا يمكن الهرب منه الآن.
ربما جسدي يريد أن يرتاح بعد سنوات عدة من القهر، والانضباط، والنظام، والضغط القاسي.
يريدني أن ابتعد عنه قليلًا بمحاولاتي للسيطرة على كل شيء.
يريد فقط كأي شيء أن يكبر بحب، واهتمام، وسلام، وحرية.

أجلس الآن أوضب الملابس القديمة،
فيجب أن أتبرع بها لمن يستطيع الانتفاع بها، واكف عن التشبث بها

x
تنويه القصص الموجودة على هذا الموقع قد تسبب للبعض شعور بعدم الارتياح أو الألم. في حالة شعورك بذلك، تذكر أن تتنفس، وأن تأخذ بعض الوقت مع ذاتك قبل مواصلة القراءة، أو بالتوقف عن القراءة إذا استدعى الأمر