من أول ما وعيت عـالدنيا وانا وزني زايد،
عشان كده كنت دايمًا بتعرَّض لتعليقات من الناس، خصوصًا عيلتي.
تعليقات عن قد إيه أنا تخينة،
سواء في طفولتي أو في مراهقتي أو لما كبرت.
دايمًا كانوا بـ يقولولي إني محتاجة أخس،
وإن شكلي وحش،
وإن عمر ما حد هـ يقبل يتجوِّزني بسبب جسمي.
لما بقى عندي 21 سنة، سافرت برا عشان أعمل ماجيستير،
وكانت أكتر فترة صعبة عدت عليا.
ما كانش عندي أي وقت لنفسي، ما كنتش بلحق أطبخ أو أعمل أي حاجة غير المذاكرة،
وطبعًا اللي حصل إني تخنت زيادة.
لما رجعت البيت أسبوع في أجازة،
أول حاجة قالوهالي لما رجعت:
"إيه ده إنت تخنتي زيادة!"
بعدت عن البيت سنة، ومحدش حتى فكر يستقبلني بـ :"إزيك، وحشتينا"
أو حتى: "أخبارك إيه؟"
كل اللي قدروا يقولوه هي تعليقات مالهاش لازمة عن جسمي.
بعد سنة، كنت قربت أخلص رسالة الماجيستير بتاعتي،
والضغط اللي كنت بمر بيه قل كتير.
بدأت أخيرًا أطبخ لنفسي وأروح الجيم،
أخيرًا بقى عندي وقت آخد بالي من نفسي وأتمتع بحياتي.
بمجرد ما بدأت أعمل أكل لنفسي خسيت شوية،
وبدأت ألاحظ عضلات في جسمي، وده بسطني جدًا.
عشان كده بدأت أشيل أوزان أتقل وأتمرن أكتر في الجيم.
وبعد كام شهر،
جسمي قل جدًا عن اللي أهلي متعوِّدين يشوفوه،
جسمي بقى معضَّل بشكل غير معتاد بالنسبة للبنات،
بس أنا كنت مبسوطة ومعجبة بأدائي في الجيم.
بابا قرر يزورني لأنه ما كانش شافني سنة كاملة،
بعد ما رحت أخدته من المطار
علق على إني محتاجة أتخن شوية وأبطل أروح الجم.
لأن جسمي بقى شكله: "رفيع أوي، ومعضَّل أوي، ومسترجل أوي".
لدرجة إنه سألني لو خطيبي عاجبه جسمي الجديد،
أو لسة منجذب ليَّا.
عمره ما فكر يسأل الشخص اللي عايش بالجسم ده،
لو كان مبسوط بيه كده.
حسيت كأن كل الناس متصورين إن ليهم الحق يعلقوا على جسمي ما عدا أنا.
الدرس المستفاد:
لما كان وزني زايد، الناس كانت بـ تقولي إني تخينة،
لما خسيت
الناس كانت بتقولي إني فقدت أنوثيتي،
وإني محتاجة أزيد شوية عشان ما يبقاش شكلي "معضَّل أوي".
طظ في رأي أي حد تاني،
مفيش حاجة بتعجب الناس،
المهم إن الواحد يقدر يبسط نفسه.