اليوم اللي احنا طلعنا فيه كان يوم العفو اللي قبل العيد
صحينا الصبح عادي
وكنت فاكرة إن بعد كده هـ يبقى فيه التريض اللي بعد الضهر
فواحدة صاحبتي من عنبر الأمهات قالت لي: "انتوا هـ تطلعوا النهارده"
فقلت لها: "مش هـ نطلع النهاردة ميرسي خالص،
بس عايزين نلحق التريض بتاعنا عشان هيتقفل علينا الباب"
قالت لي: "لا لا هـ تطلعوا النهارده والحوش كله جي يبارك لكم"
والناس جت تبارك لنا وحضنونا
ومفيش ولا كلمة من الإدارة خالص
فخلاص يعني ما كناش مهتمين
فطنط النباطشية قالت لنا: "لموا حاجاتكم الأول
عشان هم هـ يفتحوا الباب ويشدوكم، مش هـ يبقى فيه وقت تشيلوا حاجاتكم،
فشوفوا الحاجات اللي ما ينفعش تطلعوا من غيرها وجواباتكو"
لمينا الحاجة وفضلنا قاعدين كده
كان وقتها رمضان فطرنا وصلينا المغرب وكنا هـ نصلي العشاء
راحوا فاتحين الباب قالوا لنا اطلعوا دلوقتي إفراج
بجد لو مكانش لمينا الحاجة وقتها ما كانش هـ نلحق نلم ساعتها
قالوا لنا لو عايزين تطلعوا يبقي بسرعة بسرعة وفيه هدوم لكم برا
فقلنا: "يعني إيه فيه هدوم ليكو برا؟"
فطلعنا عادي بالجلبيات وشايلين الشنط مع بعض عشان الحاجات تقيلة
وجينا كده عند البوابة وقالوا لنا: "أهاليكم جابوا لكم لبس"
فقلنا لهم: "لأ احنا مش هـ نخرج غير بلبس السجن
انتوا فاكريننا مستعرين من الجلابية؟ مش هـ نـغــيـــر لبسنا
مش هـ نخرج بلبس ملون
مش هـ نخرج غير باللبس اللي كنا لابسينه جوا"
قعدوا يقولوا لنا: "لا مش هـ ينفع كده"،
قلنا لهم: "مش خارجين، ما تحاولوش تجملوا الموقف دلوقتي"
برا لما طلعت اكتشفت إن الخبر كان طالع من الصبح،
والإدارة كانت عارفة من الصبح
طلعنا لاقينا ناس كلموا أختي وواقفين لهم أربع خمس ساعات قدام السجن
يمكن عارفين بقالهم كتير فقالوا لهم يجيبوا الهدوم
ركبنا ميكروباص لحد البوابة
فيه قدام البوابة الكبيرة بتاعة سجن القناطر مساحة كده الناس بـ تركن فيها عربياتها
الدنيا كانت ضلمة ما كنتش شايفة حد، ما كنتش شايفة بابا مثلا
بس الموضوع كان مربك كده عشان فعلا فعلا ما كناش متوقعين
وبعدين كانوا هم متوترين من وجود صحفيين فـقعدوا يقولوا يالا امشوا بسرعة
ففجأة لاقيت نفسي مع واحدة عايزين نوصلها عشان مامتها ما جاتش
وفجأة لاقيت معايا تليفون ومش عارفة اتعامل،
التليفون كان بالنسبالي حاجة غريبة جدا
وقعدت انا وهي نتريق علي الأسفلت وعلي العربيات
وتقريبا فضلت يومين ما بـنامش، عينيا مفنجلة خالص
وتاني يوم الصبح الناس قررت إننا هـ نخرج نفطر مع بعض
خرجنا وكان فيه ناس كتير،
وهم الشلة اللي كنت بـ خرج معاهم قبل كده مفيش حاجة جديدة
بس فكرة السكاكين، والشوك الحديد، والمنيو، والراجل،
والأطباق وحاجات زي كده ربكتني جدا جدا
وبعدين شهور من الإرباك وما فهمتش وقتها،
لكن فهمت دلوقتي إيه اللي كان حاصل
وما كنتش عايزة أتعامل مع الموضوع بشكل درامي لأن الموضوع ما كانش درامي
في أكتوبر سافرت سفرية لدهب مع أصحابي
سافرت في الأول مع مامتي وأختي واتنين من أصحابي القريبين مني جدا وانبسطت
قعدنا كده تلات أربع أيام وفجأة الشلة الكبيرة جت
وأنا مش عارفة ارتبكت عشان هم نصهم ناس أنا ما كنتش فاهمة هم ليه مش بـ يسألوا عليا، ولا عشان العدد كبير
كنت حاسة إني مش عايزة أقعد مع العدد الكبير ده خالص
وهم ما كانوش حاسين بيا
كنا بـ نقعد في كافيه في دهب وبعدين أنزل البحر فاسمعهم بـ يقولوا:
"هي مالها عاملة كده ليه؟ مش زي ما كانت يعني"