حد جَريبي شغال في المعمار، في البُنا وكده
كِبرت في دماغه يشغلني مع نسيبه
أنا أيامها كنت في تانية اعدادى
يعني عندي حوالي 12 سنة
واحد طول عمره جاعد في البيت
أول مرة ينزل شغل، تنزله في شهر تمانية؟
ومعروف فى أسوان إيه هو شهر تمانية، وشمس شهر تمانية.
فجأة لاجيت نفسي صحرا، وشمس كده حواليا
والطوب سخن، والدنيا جايدة نار
وانا طول عمري جاعد في البيت
ومرة واحدة ياخدوني من الدار للنار
والـلـي مش عارف يتعامل، يـُبـجى مش راجل
الـلـي بـ يعرف يتعامل هو بس الـلـي راجل.
فأنا جولت له: "لأ معلش، الدنيا سخنت عليا
خدني واحدة واحدة، مش مرة واحدة كده، بالراحة"
جال لي: "أنت مش راجل، استرجل كده وخليك حلو"
جولت له: "إيه استرجل دي؟ أنا هـ شيل معاك واحط أيوا
بس مش هـ تبقى بكفائـتـي، أو مش هـ ديك الشغل زي ما انت عاوز".
واحد شغال معاه له سنة، غير سنتين، غير تلاتة
دول اتعودوا على الشغل خلاص، مش فارجة معاهم
إنما واحد أول مرة يكون في الموجف ده
أكيد هـ تفرِج بالنسبة له.
قررت أمشي، لأني جبت آخري
وصلني كلام بعد كده
إنه جال إن الناس اتـرجـتـه عشان أشتغل معاه
وإن أنا بكيت
بس الكلام ده أصلًا ما حصلش
الزمن بـ يتغير، لكن العقول واجفة مكانها
هم عنديهم الراجل زي درفة الباب
ولازم يشيل، ويحط، ويكسر الدنيا من حواليه.
لكن لما أنا كبرت، والدنيا اتغيرت من حواليا
بـجيت شايف إن الراجل بالمواقف مش بالعضلات.