بعد ما خلصت كلية، كان المفروض أعمل خدمة عامة
الخدمة العامة دي بـ تبقى في أي جمعية أو مؤسسة
أنت بـ تبقى بـ تتابع نشاط فيها شهر بشهر، وبـ تخلص أوراق.
كان النشاط بتاعي نشاط محو أمية مع جمعية خيرية لها خلفية دينية
النشاط بتاعي كان بـ يتم بعيد عن نشاط الجمعية، في مكان شبه بدروم كده
والجمعية نفسها والمكاتب في الدور التاني.
المهم في يوم، كنت عايزة أخلص ورق المتابعة بتاعي من المكتب بتاع الجمعية
فكان اليوم ده يوم صرف الإعانات والمواد التموينية؛
السكر والشاي والزيت بتاع كل شهر
للسيدات المطلقات، والأرامل، والمعيلات
الـلـي الجمعية يعني بـ توفر لهم الخدمات دي مجانًا لوجه الله
فكان يوم زحمة جدًا جدًا جدًا فوق العادة.
زحمة قتل
وكانت الستات واقفين من أول الشارع لغاية الباب الجواني للأساتذة الـلـي جوا المكتب
فانا كنت مش محتاجة أصرف حاجة
أنا محتاجة بس توقيع على الورق بتاعي
فـ كنت واقفة في المقدمة كده، قبل ما الستات كلها تزاحمني
واتقدمت، وبقيت واقفة عند الباب.
فـ طلع الموظف المسؤول عن الصرف من جوا الأوضة
وعايز يعدي من وسط الستات
وهو مش عايز يلمس أي واحدة فيهم يعني
فـ بيزق كده بكوعه، عشان خاطر يوسع لطريق
فللأسف يعني، أنا الـلـي كنت في وشه
فهو يعني زقني، مش من جسمي
زقني بإيده كده من جنب رقبتي، زقة جامدة بس أوي
والـلـي ورايا كان ممكن أقع عليها.
بس أنا يعني صعبت عليا نفسي ساعتها جدًا
أنا مش جاية عشان محتاجة حاجة من الحاجات الـلـي هـم بـ يصرفوها
أنا جاية أخلص ورقي
زعلت على الناس الـلـي واقفين،
ليه الواحد عشان ياخد احتياجاته، لأن مالوش حد يكفيه، يتعاقب؟
ليه علشان محتاج، يتهان كده علشان ياخد احتياجه يعني؟
حسيت بإهانة ومزلة كبيرة جدا جدا
ولما اتزقيت لورا عيطت وانا واقفة
ليه يعمل كده؟ عشان ست ضعيفة يعني؟
حتى لو بعذر إنك مش عايز تلمسها ليه ما اتكلمتش ليه ما قولتش
"ما تبعدوا كده يا ستات عايز أعدى"؟
ليه تبقى أسهل طريقة فالتعامل هى مد الإيد؟