آخر يوم شغل

أول يوم شغل كان حلو، كان عند المعلمة عندنا في المسجد
وقالت لي: "اعملي الـلـي تقدري عليه"
وكانت كل شوية تيجى تقول لي: "أعمل لك شاي؟"
"تاكلي؟ قدامك التلاجة، الـلـي أنتِ عايزاه خديه
اعتبري البيت بيتك"
دي كانت أول مرة، وكانت كويسة.

آخر مرة روحت فيها شغل بقى هي الـلـي عقدتني، وخلتني ما أروحش بيوت تاني
كنا اتنين وكان عند بنت صغيرة، البيت كان يعتبر زبالة
والدتها قامت، عملت لنا فطار
وكانت كل ما نيجي نعمل حاجة تبقى عايزة تعمل معانا
دُكها تقول لها: "لأ ما تعمليش حاجة
أمال هم هـ ياخدوا فلوس ليه؟ اطلعي برا وهم يشتغلوا".

دخلنا أوضة أمها وأبوها، عبارة عن كوم تراب
والبلكونة كلها ذبل فيران، وزبالة، وصنان، ومعفنة
كل ما نيجي نشتغل، تقفل علينا الباب
"أصل التراب بـ يتعبني"
يعني أنتِ أحسن مننا؟

طلعت عينينا في اليوم ده، روحنا الشغل 6 الصبح، مشينا 6 المغرب
قلَّعنا الشبابيك كلها
والتلاجة بتاعتها ما كانـتـش تلاجة، دي كانت مقلب زبالة
جارتي الـلـي كانت معايا قعدت تـحُك فيها بالسكينة ساعة.

خلصنا الشغل كله، وطلعت عينينا
أمها جاية تحط لنا أكل، فـتقول لها: "هو فيه إيه يا ماما؟ ما هم لسه واكلين".

وبعد كل ده، تدينا إحنا الاتنين 100 جنيه
فجارتي قالت لي: "يعني نقعد القعدة دى كلها، وفى الآخر كل واحدة فينا تاخد 50 جنيه؟
ما تـجـيـبـش ربع كيلو لحمة؟ والله ما احنا واخدينها".

بعد كل ده رجَّعنا الـ 100 جنيه، بعد معاملتها وكلامها
زي ما تكون هي من عالم، واحنا من عالم، وتـبص لنا باحتقار كده
قررت بعدها ما أروحش شغل بيوت خالص، عـقـدتـني.

x
تنويه القصص الموجودة على هذا الموقع قد تسبب للبعض شعور بعدم الارتياح أو الألم. في حالة شعورك بذلك، تذكر أن تتنفس، وأن تأخذ بعض الوقت مع ذاتك قبل مواصلة القراءة، أو بالتوقف عن القراءة إذا استدعى الأمر