كل يوم بحس بالذنب تجاه بنتى …
أنا للأسف فى فترة فى حياتى كنت باخد ناس معينة قدوة،
وكنت شايفة إنى لازم أعمل زيهم، ومنهم واحدة من قرايبى.
فى يوم فوجئت ببنتها داخلة علينا لابسة الحجاب مع إن أمها ما لبستهوش غير لما خلفت تلاتة، بنتى كانت ١٥ سنة وبنتها أكبر بشوية صغيرين.
وقالت لى:
"لأ طالما جه الوقت اللى ربنا قال عليه يبقى لازم تلبيسها الحجاب". فساعتها قلت لازم أعمل زي ما هى عملت، لازم بنتى تلبس الحجاب. وأخدت قرار أنا وجوزى من غير ما نشرك فيه بنتنا، إنها تلبس الطرحة.
فى الأول رفضت، فصممننا وهددناها إنها مش هـ تنزل معانا غير لما تلبسه.
ففضلت قاعدة فى البيت فترة، وما رديتش تنزل معانا فى العيد …
قعدنا سنة كاملة بـ نـتحجج علشان ما تنزلش معانا. وعلاقتى بيها سأت جدا … كنت فاكرة وقتها إنى صح.
لحد ما حضرت ورشة عن التمييز والنوع الاجتماعى، وازاى ممكن نكون بنمارس التمييز على أقرب الناس لينا. واكتشتف وانا قاعدة إن أنا بمارس التمييز على بنتى وسحبت منها صلاحيات ربنا اداهالها. فرجعت من الورشة وانا مصممة أقلعها الحجاب.
رحت لباباها وقلت له: "انت يهمك كلام الناس؟"
فقالى: "لأ طبعا"
فقلتله: "طيب بنتى هـ تقلع الحجاب. هى مش عايزاه ورفضاه، بـ تـنزل متضايقة ولو سيبناها متضايقة هـ نبقى بنقهرها"
قلتلها: "اقلعي الطرحة وهـ ننزل سوا مع بعض"
وعند الباب باباها قالها: "شكلك مش حلو، هـ تنزلى كده؟"
أنا قلتله: "آه، الناس هـ تتكلم شوية وبعد كده المولد هـ يتفض"
وصممت انزلها من غير حجاب.
اليوم الصعب فى حياتها وحياتى هو يوم ما رحنا نقابل أقرايبها.
الكبار قالوا لها: "تفرقى إيه انت دلوقتى عن أى واحدة مسيحية؟"
بنات العيلة الصغيرين بقى انقسموا فريقين: فريق تمنوا إن أنا أبقي أمهم فيقلعوا هم كمان الحجاب، وفريق نفسهم يقلعوه ومش عارفين فمش عايزنها تقلعه "على فكرة انت غلط"
عيطت وانهارت.
أخدتها البيت وقلتلها مالكيش دعوة الكلام ده كلها كام يوم وهـ يخلص.
بعدها بشوية لاقيتها جاية بتقولى: "ماما أنا هـ لبس الطرحة، أنا فعلا شكلى مش حلو، هلبسه كإكسسوار لغاية ما أقتنع بيه. زى ما انت اديتينى حق إنى أقلعه اديني حق إني ألبسه".
وللأسف وافقتها مع إن كان مفروض أفهم إنها مضغوطة …
حضتنها واحنا الاتنين عيطنا … ما كنتش عارفة أقول لها ازاى أنا آسفة.