طول حياتي كان جسمي كويس،
بعدين في سنة وزني زاد جدًا؛ بسبب مشكلة صحية،
ومن وقتها معاملة كل الناس ليا اختلفت، حتى نظرتهم ليا بقت مختلفة،
مع إني كنت نفس الشخص بالظبط….

بقيت بـ سمع تعليقات وآراء ما طلبتهاش من أي حد،
الناس بقت فاكرة إنه لمجرد إن شكل جسمي بقي مختلف عن الطبيعي،
يبقى ده يسمحلهم إنهم يعلقوا على جسمي.

حياتي كلها بقت فجأة بـ تتمحور حول: "أعرف دكتور دايت هايل"،
"عملية التكميم رائعة"، "لازم تخسي؛ عشان كده محدش هـ يبصلك"،
"جربتي الكروس فيت؟"
وأنا ما كُـنـتـش شايفة نفسي وحشة،
بس بعد الإجماع الكلي علي إني بقيت كائن غريب،
والتعليقات الـلـي -بدون مبالغة- كنت بـ سمعها من كل الناس،
حتى أقرب صحابي، وعيلتي، وبالأخص مامتي عشان بقت بـ تستعر مني،
بقيت كارهة نفسي.

ما بـقـيـتـش بحب أشتري لبس، عشان هـ تفرق في إيه؟ ما أنا كده كده وحشة.
ما بـقـيـتـش بحب أخرج، مع إني كنت بكره أقعد في البيت،
بس بقيت بـ تفادي أي تعليق سخيف حد ممكن يقولهولي عشان خايف عليا وعلى صحتي.

صحتي فعليًا تدهورت، لأن -عكس ما بـ يبان عليا للناس- أنا حساسة جدًا،
وما بـ ستحملش كلمة من حد، وأتفه الحاجات بـ تأثر فيا؛
لأن حياتي فجأة تحولت من "إيه القمر ده" لـ "إيه شكلك ده؟
أنتِ إزاي بـ تبصي لنفسك في المرايا أصلاً؟".
بس كنت علي طول بـ تقبل التعليقات دي، وبـ آخد كلام وتريقة الناس عليا بهزار،
بس عشان ما أبقاش سخيفة، وخوفًا من إن الناس تبطل تحبني.

الناس بطلت تاخذني بجدية….
أي حاجة بقت بـ تحصل في حياتي، بقت الناس تفترض إنه السبب أكيد هو إني تخنت،
مع إن سبب كل المشاكل الصحية الـلـي بقت عندي دلوقتي سببها كلام الناس وصحابي وعيلتي عليا.
الناس ما تعرفش قد إيه كلامها بـ يأثر في غيرها.

أنا فكرت في الانتحار كتير، وحاولت أكتر،
ما بـقـيـتـش بحب حياتي، ما بـقـيـتـش بـ تبسط بأي حاجة،
كل الحاجات الـلـي كانت بـ تحمسني بقت بالنسبة لي حاجة عادية،
بل بقيت كمان بـ تفاداها تجنبًا لإني اتبسط فعلًا،
بعدين يومي يخلص بتعليق سخيف ينكد عليا أسبوع.
حياتي بقت مقرفة.