اكتئاب من الطفولة

اكتئاب من الطفولة

أنا الابنة الكبيرة اللى اتفرضت عليها المسئولية من صغرها لمجرد إنها كبيرة،
ولمجرد إن الأهل شايفين ده عادى وطبيعي علشان يريحوا نفسهم
أنا عرفت إحساس الاكتئاب من صغري، وبان عليا بشكل واضح، لكن أهلى تجاهلوا ده
بداية من وانا فى تانية إعدادى بعد ما أختى رقم تلاته شرفت بتنا الكبير،
واتفرض عليا من أول لحظة إنى أكون أمها غصب واقتدار،
حتى إنها كانت بـ تنام فى حضنى وانا عندى مدرسة تاني يوم الصبح بدري،
وكل شوية كنت أصحى على عياطها أحاول أسكتها
أو أدخلها غرفة أمى اللى كان ممنوع ينام فيها أطفال علشان بابا بـ يزهق من زنهم
وكنت أفضل مستنية لحد ما ماما ترضعها علشان تكمل نوم جنبي
أوقات كنت أحاول أرضعها علشان تسكت وانام،
وكنت بـ تحمل وجع إنها تحاول ترضع منى وانا طفلة لسه ما بلغـتـش …
كانت سنة تعيسة عليا بمعنى الكلمة، بدأت أقف فى المطبخ ويتطلب منى أجهز أكل
طبعا ما كـنـتـش بـ ذاكر، وجبت ملحق واتنكد عليا، وسمعت كلام جارح
قفلت على نفسي وبطلت اتكلم نهائي رغم إنى كنت معروفة بكتر الكلام، والمرح، والفضول، والتطلع …
ما كـنـتـش بـ بطل عياط، اتمنيت الموت كل لحظة فـ عمري،
فكرت في الهروب ولكن خفت من نظرة الناس ليا وخفت أبقي فريسة للمجهول …

كنت بنام طول ما أهلى صاحيين، واصحي لما يناموا أقعد لوحدى أعيط وابص للسما وادعى ربنا يخدنى ويرحمنى
ملامحي اتبدلت من كتر العياط وصوتى اتغير.
ما كانش ليا أصحاب ولا هوايات، كل حياتى كانت بائسة تعيسة …
ماتت طفولتى، وماتت أحلامي واصبح هدفي إنى أحس بالأمان والحب والاحتواء اللى عمري ما عرفتهم فى بيت أهلى …
حزنى وصمتى عرضنى للتحرش من أقرب الناس ليا،
ولما ماما عرفت منى عاقبتنى وأهانتنى بأقذر الصفات ...
تعبت زيادة وجالى القولون وانا فى تالتة إعدادى، كنت لا بـ عرف أنام ولا أكل ولا أركز فى أى شئ مستوى الدراسة فضل ينزل لحد ما عدت السنة وانا متحملة كل شئ لوحدى

الاكتئاب ما كانش مرحلة، للأسف أصبح مرحلة بـ تسلم مرحلة اكثر تطور وخبث
أنا دلوقت عندى ٤٠ سنة ولسه فى الاكتئاب، جالى معاه أمراض شيخوخة، وأمراض ملهاش علاج والدكاترة بـ يقولولى: انت حالة نادرة، كل مرض بـ يجي لوحده نتيجة صدمة عصبية حادة، إنما اجتمعوا فيكى وفى سن صغير جدا وده غريب.


أنا دلوقتي بـ مثل إنى كويسة وطبيعية. الموضوع اتطور معايا لدرجة إن عقلى بـ يكدب عليا
وبـ يخبي أنا إيه مزعلنى، وبقيت أشتكى من نفسي مش من اللى مضايقنى وكأن عقلى عارف إن مفيش فايدة من شكوتى، فجه عليا وشكانى ليا.

x
تنويه القصص الموجودة على هذا الموقع قد تسبب للبعض شعور بعدم الارتياح أو الألم. في حالة شعورك بذلك، تذكر أن تتنفس، وأن تأخذ بعض الوقت مع ذاتك قبل مواصلة القراءة، أو بالتوقف عن القراءة إذا استدعى الأمر