اتحجبت وانا فى أولى ثانوى بالغصب من أخويا الكبير اللى كان ابتدى يدخل فى سكة ما يسمى "الالتزام والتشدد الدينى". وبما إن أختى اللى أكبر منى بـ 10 سنين وأكبر منه هو شخصيا، ما كانتش محجبة فهو بقى حامى حمى الفضيلة وقرر يتدارك الموقف مع أخته الصغيرة من بدرى، ويجبرها عــالحجاب.
مع العلم إن والدى الله يرحمه توفى وأختى الكبيرة فى أخر سنة فى جامعتها، وعمره ما أجبرها تتحجب ولا طلب ده منها حتى.
المهم أخويا الكبير ما صدق اتـلـكـك علشان شافنى واقفة فى الشارع مع زمايلى الولاد بعد الدرس بنصور ورق الدرس، وكنا مجموعة كبيرة بنات وولاد، قام طبعا عامل خناقة طويلة عريضة.
و"دى صايعة وهـ تمشى على حل شعرها".
واتضربت واتحبست، وقام لامم بنطلوناتى كلها وقطعها. والبلوزات النص كم قطعها وحبسنى فى البيت وقال مش هـ تنزل تانى من البيت. ومامتى تقوله مدرستها وتعليمها؟ يقولها "إن شالله عنها ما اتعلمت". ووقف فى وش مامتى اللى كانت بتحاول تقف له. وجاب سكينة وقالها "لو نزلت مالبيت هـ دبحهالك". أمى أخدتنى وسابت البيت كام يوم علشان الدنيا تهدى. لما رجعنا البيت لبستنى الحجاب علشان "مش عاوزين مشاكل أكتر من كده". ورجعنا البيت وانا محجبة!
استمر بقى فى تحكماته وقهره، وأول ما نجحت فى ثانوية عامة أختى الكبيرة جابتلى موبايل هدية نجاحى مسكه كسره 100 حته علشان ما يبقاش معايا موبايل واكلم الولاد، وازاى هو ما يبقاش عارف أنا بكلم مين!
بعد ما اتخرجت من الجامعة وبدأت أدور على شغل رفض إنى أشتغل بحجة إن المرأة عورة، وخروجها لازم يبقى للضرورة بس، وإن الشغل فيه اختلاط. وهنا بقى وقفت فى وشه ومعايا مامتى وأختى وأخويا التانى (اللى كان سلبى فى كل الأحداث اللى فاتت). وقفوا فى صفى وصممت إنى أشتغل، فهددنى إنه هـ يقاطعنى. ما فرقش معايا وفعلا اشتغلت، وهو قاطعنى تلات سنين. اتجوز وخلف وما حضرتلوش ولا مناسبة، وما رجعش يكلمنى غير لما عملت حادثة ودخلت المستشفى.
عدا كام سنة عالوضع الفاتر ده، والعلاقة بينى وبينه من بعيد لبعيد زى الأغراب. وانا طول الوقت عندى وسواس قهرى بقلع الحجاب، حتى وانا بصلى كل يوم. وكنت بفتح الموضوع مع أمى كل فترة وترفض، مع إنها كانت بتسيبنى أقلعه فى أفراح أو مصايف، بس طبعا من ورا أخويا.
بعد التلاتين قررت أقلعه واللى يحصل يحصل. أنا ما بـتـحـكـمـش فى حياة حد ولا بجبر حد على حاجة، ولا بحاسب حد على مقدار تدينه وإلتزامه، يبقى ليه أنا اتقهر واتغصب على حاجة ضد إرادتى؟
ليه أنا اتقهر واتغصب على حاجة ضد إرادتى؟
وقد كان، قلعته والدنيا اتقلبت، ومامتى سابتلى البيت فترة وغضبت عليا. وأخواتى الرجاله الاتنين قاطعونى. الأخ اللى كانت علاقتى بيه كويسة هددنى بالمقاطعة لأنى كده بسببله الأذية. مع العلم إن عمر ما حد فيهم اتخانق معايا أو قاطعنى علشان الصلاة ولا علشان لبسى اللى أصلا مالوش أى علاقة بالحجاب. واقوله طب ما أنا بلبس ضيق ورقبتى باينة، وتلتين كم، يقولى "عادى زيك زى كل البنات بس محجبة واحنا سايبينك تلبسى اللى انت عاوزاه علشان ما نـخـنـقـكـيش فما يبقاش المقابل إنك تقلعى الحجاب!".
ده بقى غير ردود فعل بعض زملاء الشغل: اللى قاطعنى، واللى عاتبنى، واللى نصحنى من غير ما أطلب نصيحته، واللى سمعنى كلمة سخيفة رديت عليها بأسخف منها.
ده غير بقى الأصحاب: اللى كلمتنى تهاجمنى وهى أصلا لبسها كله لا يمت للحجاب بصلة، بس عملت عليا مناحة، واللى مفيش بينى وبينهم كلام بقالى سنيييييين بس قرروا يبعتولى لينكات لفيديوهات دروس دين وترهيب و... و...
بقالى سنة قالعة الحجاب، وأخواتى مقاطعيننى، بس الحمد لله مامتى هديت بعد فترة وبقيت عادية معايا. وأختى كانت واقفة جنبى جدا طول الوقت، مش علشان قلع الحجاب بس علشان دى حريتى واختيارى.
الموقف ده قوانى أوى، وعرفنى الناس المحترمة من الناس المدعية للاحترام. وعرفنى الناس المتدينة دين صحيح ومتسامحة، من الناس اللى بـ تتظاهر بالتدين وبس.
لحد دلوقتى ما ندمتش لحظة من ساعتها، وعودت نفسى إنى ماليش غير أخت واحدة، ومش محتاجة لحد يتحكم فيا ويقهرنى باسم الدين، والقوامة. ومازلت بستمتع بكل لحظة بقف فيها قدام المرايا وانا شايفة نفسى بالصورة اللى طول عمرى شايفاها فى خيالى وكانت محبوسة غصب عنى.
ما لبستش عريان ولا قصير، ولا سلوكياتى انحرفت، ولا تحولت لفاجرة علشان قلعت الحجاب ... أنا بس بقيت أنا.