فتاة جيدة

أبلغ من العمر 41 عام
يبدو رقمًا مرعبًا
ولكن ما هو مرعب أكثر، أن لا أصل إلى أي نجاح يذكر
وذلك لأنني دومًا أكافح في الحياة للحصول على أساسيات الحياة
وهذا أمر قد يبدو بسيطًا، لكنه من أصعب الأمور لفتاة لا تملك شيئًا في هذه الحياة.

منذ وفاة والدتي ووالدي وانا أبحث دومًا عن عمل يتيح لي الحياة بكرامة.
لكن ومع تدهور أوضاع البلد الاقتصادية، وضآلة المرتبات، وأحوالي دومًا تسوء،
لم أتزوج، ولست أدري حقًا ما السبب سوى كلمة نصيب.

أعاني كثيرًا توفير أبسط متطلبات الحياة،
ومع عدم وجود معاش لي من أبي أو أمي،
وعدم وجود أي ميراث، تزداد الأمور دومًا سوءًا.

بحثت كثيرًا عن أي معاش يساعدني في الحياة
لكن اكتشفت أن قانون دولتي لا يمنح معاش للفتاة التي لم تتزوج
وليس لها عائل، أو مورد رزق،
إلا حينما تكمل الخمسين من العمر.
وحينما سألت موظفة التأمينات الاجتماعية،
وماذا تفعل الفتاة التي ليس لها مصدر دخل ولا تعمل أو أن عملها يدخل لها مرتب ضعيف؟
ردت بمنتهي القوة والأريحية "تروح تشتغل أي حاجة!"

لن يستطيع أحد أن يدرك مدى قسوة أن تحيا فتاة بمفردها في تلك الحياة
مكتوب عليها دوما أن تكافح لكي تحصل على أبسط متطلباتها الأساسية،
وتكافح لتفعل ذلك بشرف ومبادئ وضمير،
وتكافح دوما لتثبت أنها رغم ضيق ظروفها إلا أنها رغم كل شئ فتاة جيدة،
كان من الممكن أن تكون في مكان أفضل!

x
تنويه القصص الموجودة على هذا الموقع قد تسبب للبعض شعور بعدم الارتياح أو الألم. في حالة شعورك بذلك، تذكر أن تتنفس، وأن تأخذ بعض الوقت مع ذاتك قبل مواصلة القراءة، أو بالتوقف عن القراءة إذا استدعى الأمر