مشكلتي في كل المراحل الدراسية كانت إني أصلًا شخص مش عنيف
شخص مش بـ ضرب
ما بـقـلِـش أدبي على حد يعني.
لحد أولى إعدادي
ما كنتش أعرف الشتيمة، ولا معنى الشتيمة
ولا الشتيمة بـ تتقال امتى.
فحصل معايا موقف برضه وانا صغير كده
كان بالنسبة لي ساعتها مشكلة
فيه ولد، كان في أولى ابتدائي، أو تانية ابتدائي
الولد ده كان بـ يستـناني برا المدرسة
عشان ياخد مني الشنطة، يوقعها في الأرض، ويجري بس
كان بالنسبة لي أكبر حجمًا، وكنت بـ حس إني خايف منه
ما كنتش بـ عرف أرد
كنت آخد الشنطة بتاعتي، واروح.
كنت بـ تضرب كل يوم
ويترمي لي الشنطة، وما بـ قولش لحد
لغاية ما والدتي جت فى يوم عشان تاخدني من المدرسة
فـ شافتني والموقف ده بـ يحصل
فـ قالت لي بعدها:
"أنت إزاي بـ تسيبه يعمل لك كده؟
وتسيب الشنطة تقع في الأرض
ما ضربتوش بالقلم ليه؟"
"ما أنا معـيـيـش قلم".
قعدت أفكر هي ليه عاوزاني أضربه بالقلم
هو القلم هـ يعمل له إيه؟
أنا فعلًا بـ فتكر الموقف ده كأنه حاصل من قريب
بعدها بقيت أشوف الواد ده، ما أعرفش أعمل إيه
لغاية ما جه أبويا في يوم وقرر إنه يضربهولي
عشان ما يعملش معايا حاجة.
فى كل المراحل الدراسية، كان بـ يبقى عندي نفس الشخص ده
بـ يعمل معايا كده
ياخد السندوتشات مرة
ياخد القلم مرة
لغاية بقى ما بـ لاقي طريقة
إن هو يا إما يبقى صاحبي، أو أتعرف على حد يعرفه.
لحد ما قررت إن مش هـ ينفع أفضل عايش بنفس الشكل ده
فكان فيه واد اسمه مدحت
مدحت ده كان بالنسبة لي هو التارجت
بايظ، وبـ ييجي الصبح متأخر، ومبهدل الدنيا
كان هو بـ يضرب العيال، وكان عامل مشاكل كتير
فأنا عشان أخلص من البيت والـلـي صحابي بـ يقولوه عليا
كنت لازم أبقى زي مدحت
ففي تانية إعدادي بقيت أدور إزاي أتعرف على الـلـي زي مدحت.
جيت في يوم عملت حركة غبية
شفت مدحت ده بـ يشرب سجاير، فـ روحت قولت للعيال كلهم
"مدحت بـ يشرب سجاير، وانتوا بـ تشوفوا عينيه حمرا لما بـ ييجي الصبح"
وما أعرفش أصلًا إيه علاقة العينين الحمرا بالسجاير
بس أنا كنت بقول لهم كده
وعرف مدحت
طحني يعني، مسكني واتلطشت في الشارع
لحد ما ابن خالتي شافني وجاني
ابن خالتي ده كان معايا فالمدرسة، بس ما كانش بـ يصاحبني
عشان أنا كنت عيل غلبان
وهو كان متربي هنا في أسوان، مش زيي في السعودية
فما كانش يمشي معايا، كان يمشي مع الـلـي زي مدحت
بس يومها جه خدني، وضرب مدحت قدامي، وطحنه.
بعدها كنت أدور في كل شلة على حد بايظ، واتعرف عليه
عشان هم دول بالنسبة لي الشلة الحاكمة
هم دول الـلـي مفيش حد هـ يضربهم
وبقيت أمشي معاهم، واخرج معاهم
وأخدت من تانية إعدادي لحد تانية ثانوي وانا بـ عمل كل الـلـي بـ يعملوه الشلة الحاكمة دي
بــ عمله، وانا مش مقتنع بيه
وانا كشخص لو اتمسكت لوحدي أصلًا ما بـ عرفش أتخانق
بسبب التربية، وبسبب المواقف الـلـي انا قولتها.
وعشت فترة طويلة جدًا ماشي مع دول
وبـ زوغ زي ما بـ يزوغوا
واهرب زي ما بـ يهربوا
عشان بس المنظر العام يبقى إن أنا مسيطر وبتاع
وبـ رُد الإهانة.