أنا موضوعي ابتدى في 2005
كان جوزي لسه ما اترقاش، وعندي 5 عيال أعمار مختلفة
حالتي المادية كانت صعبة جدًا، لأن جوزي كان موظف بسيط لسه.
فكرت إني أوسع رزقي لأن العيال بدأوا يـ كبروا قدامي، وعايزين مصاريف
فـ الـلـي عملت لي جمعية قالت لي:
"هاتي الفلوس أشغلهم لك، وأديكي ريع عليه، وهـ ديكي على الألف 75 جنيه"
واديتني، فنا فرحت، ده كان مبلغ بالنسبة لوقتها.
المهم عدينا شهر واتنين وابتدت تقول لي:
"الـلـي هـ تجيبي منه فلوس هـ ديلك ريع على الفلوس دي"
وانا اتكلمت مع الناس لأنها كانت صديقتي من أيام المدرسة وجارتي
فـ جـيـبـت لها 300 ألف جنيه في شهرين، من نسايبي وقرايبي
لأن كان في ثقة بينا وبين بعض.
دلوقتي بـ شك في صوابع إيدي
وقتها محدش من الـلـي إداني كتبت له ورقة
بعد شهرين جت واحدة قالت لي: "إحنا محتاجين الفلوس"
وبدأت المشكلة من كده
جيت قلت لصاحبتي: "هاتي فلوس فلانة"
قالت: "لأ، أنا ما لحقتش أعمل حاجة بالفلوس"
يومها كانت هي عندي، وجوزي كان طالع على السلم، سمع كل حاجة
فقال لي:"مش أنا قلت لك ما تـديهاش فلوس تاني؟ كفاية فلوسنا إحنا بس"
واتعصب، فـهي مسكت الكشكول قطعت كل الـلـي أنا كنت كاتباه عن الفلوس الـلـي اديـتـها لها.
جوزي جري على المطبخ، جاب سكينة، وكان عايز يضربها، فهي جريت
بقيت أجمع أنا والعيال الورق ونلزقه، عايزة أعرف حاجة الناس.
يومها كنت لابسة جلابية فسكوز بـنص كم، وشعري ورا ضهري
مش ناسية اللحظة دي، ومش هـ نساها لغاية ما أموت
لما جوزي قال لي: "انزلي زي ما أنتِ كده من غير عباية ولا شبشب"
ابني الصغير قال له: "إزاي تمشي كده؟"
قال له: "وانت كمان، لو مش عاجبك امشي مع أمك"
بعد المحضر رجعت على بيت والدي
والناس الـلـي لها فلوس جم لي، أصل كلنا في حتة واحدة
وجوزي راح لأمي، وفضل يلطم ويقول لها:
"بنتك خربت بيتي"
وانا بقي انهرت، وأعصابي باظت أكتر
ما أنساش الأيام دي أبدًا.
الناس بقت تـ توافد بالليل عند ماما، حسوا بتهديد
والمصيبة دي ربنا ظهرها عشان كان هـ يحصل مصايب أكتر
كان ممكن تقول لي هاتي فلوس أكتر من كده
وكنت هـ آخد حكم أكبر من ده واتمرمط.
المهم الناس جم بالليل، و قالوا لي:
"اكتبي لنا إيصالات، إحنا ما نعرفش الست دي، إحنا نعرفك أنتِ. الست دي نصابة"
عملنا مجلس عرفي وكلهم متجمعين، واولاد أختي كانوا ماسكين جنازير
المهم جوزي جه، وكتبت لهم الإيصالات
وبقوا يبعتوا لي ودي كده أمين شرطة يـ خوفني
كان يقول لي: "تعالي وريني الست دي وانا في ضهرك، احنا عارفين إنك كويسة"
دي كانت أول كارثة تحصل لعيلتنا
والـلـي جرالي ده كان عشان أفادي ولادي، لأني اتهددت بولادي كتير في التليفون
بقيت مش بـ نام
والف علي صاحبتي أروح لها الحتة الـلـي ساكنة فيها
واكلمها تعرف صوتي تروح قافلة السكة
ومرات تقول لي: "أنا في العبور تعالي لي"
أركب واروح وكنا في رمضان، والناس بـ تفطر وانا واقفة في الشارع
والآخر تطلع حاجات وهمية، لفيت وراها مصر كلها.
ضغط وسكر جالي من الحكاية دي
أتاري الفلوس صعبة على أصحابها أوي
ما كانش عندهم رحمة، عشان كده أنا مقاطعة الكل دلوقتي
ما وقـفوش جنبي، وبهدلوني
مع إنهم عارفين إني ما أخدتش قرش
ماما كانت تقول لي: "ما تروحيش في حتة، دي بـ تضحك عليكي"
أقول لها: "أنا مش عايزة أتحبس"
جوزي يروح يصلي الفجر، ويحود عليا يدب على الباب عند ماما
ويقول لي: "افتحي، أنتِ هنا قاعدة نايمة واحنا مش بـ ننام، قومي"
ويـعيط ويقول لي: "أنا بيتي اتخرب"
وانا ما كـنـتـش شايفة قدامي، ولا بـ آكل، ولا بـ اشرب.
المحامي الـلـي كان جايبه قال لي:
"كده كلهم معاهم إيصالات عليكي، أنتِ إزاي تكتبي إيصالات؟ أنتِ مجنونة؟
كنتي سـيـبـتـيـهـا دارت ودي، ونديهم كل شهر حاجة، المهم ما يمسكوش عليكي مستند
تعالي نروح القسم نعمل محضر لصاحبتك، هي تـتمسك، وانتِ تطلعي"
وانا كنت عايزة أتعلق على قشاية.
المهم روحت القسم ما خرجتش منه
الكلام دوت كان في شهر مارس، كل ده دار في شهر
واختفت صاحبتي خالص
اختفت ومحدش عذرني
ده انا لما كنت بـ شوف عربية الترحيلات مع جوزي كنت أقول له:
"ما تـمـشـيـنـيـش من جنبها"
كنت بـ كرها، ركبتها عشر سنين.
روحت نيابة مسائية
وهناك بنتين من بنات أخواتي فضلوا يصوتوا، فالظابط قال لهم:
"هـ رحلها لكم سجن القناطر"
روحت سجن القناطر، الوضع اتغير، وماما توفت في نفس الشهر.
السجن ده الشقاء الأكبر
أول ما شفت سجن النسا، جالي هسترية صريخ
فضلت أصوت ساعة، ويـجـرجـرونـي، اترمي في الأرض
والمخبرين فضلوا يـ جرجروني طرقة بحالها
يقولوا لي: "أنتِ عملت إيه؟"
أقول لهم: "أنا ما عملتش حاجة، أنا ما أخدتش حاجة
هي الـلـي أخدت كل حاجة، أنا إيه الـلـي بـ يحصل لي ده، أنا خلاص ضعت"
دخلت أوضة اسمها الإيراد، أول ما دخلت الإيراد ده نمت
السجن ده صعب جدًا ووحش جدًا، كنت داخلة مرعوبة
واحدة بنت حلال جنبي، أنا فاكرة شكلها مش فاكرة اسمها
جابت لي أكل وقالت لي: "أنتِ هـ تفضلي نايمة كده؟"
ما انا شهر ونص مش بـ نام
أقوم ألاقي نفسي في السجن، أنهار وانام.
أنا اتحبست 5 مارس، وبعت لي ورقة طلاقي 21 مارس
هو كان متبهدل مع الناس برا، وعيالي كمان متبهدلة
المأمور كان بـ يقول لي طلاق وانا مش مستوعبة
وقعدت شهر ما بـ اتكلمش من الصدمة
ما كـنـتـش قادرة أعبر عن نفسي واقول جرالي إيه
محدش جه زارني غير أختي
بعد فترة كنت بدأت أفوق لنفسي، وسيبت الإيراد، وروحت التحقيق
والـلـي اديتني الجلابية كانت عايزة حقها
أصل هناك أول ما الواحد يخش بـ يدوله جلاليب بيضا
علي أساس لما أهله يزوروه يسيبوا له فلوس في الأمانات
ده الـلـي عرفته بعدين.
واحدة قالت لي اكتبي تليفون بيتك للسجانة وهي تتصل لك
واتصلت بجوزي، انهار عليها وقال لها: "طيب هي كويسة؟
إحنا مش هـ نقدر نروح لها عشان ما نـشـبـهـش نفسنا، أنا هـ ربي العيال واختها هـ تروح لها"
هو التعبان في حياته بـ يفضل تعبان ...
فضل صوت بنتي شهر في ودني وهي بتقولي: "يا ماما"
لما دخلت جوا، بقيت عايزة أشتغل عشان آكل واشرب
كل يوم كنت بـ آخد من الأذان
كنت بـ آخد منه بسرعة قبل ما حد يحط إيده فيه
من هنا أنا بدأت أفكر أعمل إيه، أنا لازم أشتغل
كنت بلاقي حتت الصابون بـ جمعه، واغسل بيه الجلابية
وكنت استنى الراجل بتاع الكوسة الـلـي بـ يـيـجـي من سجن الرجالة
وآخد منه، كان بـ يـيـجـي علي الساعة 7
وكنت بـ تحايل علي النبطشية
عشان آخد منه تلاتة أربعة
كنت أحطهم علي السرير، واستنى الست الـلـي بـ تعمل أكل، واقـلـيـهـم بعدها.
في واحدة قالت لي:
"في مسجونات أجوازهم محبوسين، إيه رأيك تكتبي لهم جوابات؟"
بقيت أنضف الجنينة، واقعد أكتب الجوابات
لغاية ما المشرفة قالت لي: "بطلي تكتبي جوابات عشان حصلت مشاكل"
شفت الورشة وطلعت لمنصور بيه وقولت له:
"أنا عايزة أشتغل عشان أجيب أكل وعلاج"
قال لي: "اشتغلي في الطرقة، وافرزي الشغل لغاية ما تتعلمي"
كنت بـ شتغل طول اليوم، وبالليل كنت اروح العنبر.
عنبرنا كان ممتاز، سيراميك وسخن وبارد
وبـ يتمسح أربع مرات في اليوم، بس يغور
كان مسح وبهدلة في عز الشتاء كل يوم الصبح
اتبهدلت في الأول لغاية ما اتعلمت
أول مرتب قبضته كان 127 جنيه من الورشة
يومها كنت فرحانة أوي
بعدها بكام شهر روحت المكتبة واتعلمت كروشيه، وبقيت أجيب خيوط
عملت عروسة وبـيـعـتـهـا بست علب سجاير
الست علب دول كانوا بالنسبة لي كنز
جبت عدس وحاجات نقصاني، المهم ما احتاجش لحد
كنت حاسة إن الـلـي بـ يحتاج لحد بـ يتبهدل، وانا مش عايزة اتكسر قدام حد.
لما اتحاكمت، جت لي صدمة عصبية
فضلت أصوت من باب المحكمة لغاية ما روحت القناطر
كان كل إيصال يديني كارثة عليه، ومحدش سأل فيا، والمحامي سابني خالص
فضلت اتحاكم اتحاكم لغاية ما وصلوا عشر سنين
لما أختي راحت تسأل عشان تعمل لي معاش بابا
قالوا لها صعب في المكان ده، فـ عملت لي معاش الشؤون.
لما قالوا لي إفراج ما كنتش مصدقة
وقالوا لي ما عـليـكـيـش مراقبة عشان أنتِ ايصالات
روحت القسم قعدت خمس أيام، وما شوفتش القسم من ساعتها
بقيت ألِف ألِف
من كتر الفرحة روحت لبتاع العصير، قولت له إديني كوبايتين كبار في عز الشتاء
وأخدت بعضي وروحت عند أختي
تعبتني جدًا، بعد ما فلوسي خلصت، لاقيت وش خشب ومعاملة وحشة
وكانوا بـ يبعدوني عن عيالي بأي شكل
بس طليقي جالي هناك وقال لي:
"أنا قولت لعيالك إنك خرجتي عشان تقربي منهم وتروحي لهم"
أختي كانت بـ تخبي الأكل مني، ومش عايزاني أروح لعيالي وتقول لي:
"هما عيالك عرفوكي دلوقتي"
وبعدها قالت لي:
"جوزي عايز الشقة ولازم تمشي، مش أنتِ عرفتي سكة عيالك؟
روحي لعيالك مش عايزينك"
كلمت دار مسنين وروحت لهم كنت بـ عملهم أكل لـ 48 فرد
قعدت هناك شهر وبعدين بنتي جاتلي، وقالت لي:
"إحنا كفيلين بيكي، لو جاتلك غيبوبة السكر هـ نتعاير بيكي طول عمرنا"
وطليقي قال لي: "قدمي رد اعتبار وانا أرجعك "
أنا هـ عمل رد اعتبار عشان ولادي، لكن رجوع تاني لجوزي لأ
هو السبب في كل الـلـي أنا فيه، كان مضيقها علينا جامد
وكل ما كنت أقوله على حاجة كان يقول لي: "اتصرفي"
كنت بـ تمرمط انا وعيالي.