خسرت شقتي ودنيتي

خسرت شقتي ودنيتي

كنا أسرة خمس أنفار وأنا وجوزي، كنا عايشين في أوضتين وصالة،
عيشة حلوة
ربنا يرحمه كان معيشني عيشة حلوة،
هو بنى بيت وقال لأ أنا مش هـ خد شقة صغيرة
انا هـ خد الدور كله وابنيه
البيت ده كان شركة بينه هو وابن عمه
خدت شقة من الأساس تحت وبنيتها وشطبتها،
قعدت أربع سنين بطوب أحمر وسنتين عالمحارة
وبعدها شطبتها من سخن وبارد وكله
وبعدين لفت الأيام وابتدي يتخانق هو وابن عمه …

وفي يوم رجعت من السوق لا مؤاخذة كان فى عز الحر، كان فى شهر ستة
كان جوزى مالوش ربع ساعة ماشي عـ الشغل، هو بـ يمشى الساعة 6 وبـ يـبـات برا
كنت جايبة طبيخ كامل، وحطيت الميا بتاعة اللحمة على النار وقمعت البامية
ولابسة الجلابية الفوسكوز دى لامؤاخذة يعنى من غير سنتيال
وقاعدة لوحدى في البيت والجو حر
قعدت أنضف الخضار أما جه سلفي بـ يقولى "مين ولع الماتور؟"
قلت له: "مش عارفة شيع لابن عمك هو شركة معاكم ف البيت، هو اللى بـ ييجي يغسل ويمشي"
المهم شيع له عيل، وتعالى يا أبو ربيع اطفي الماتور
راح جه بقي بخناق وشتيمة وزعيق
كان فاكرني أنا اللي ولعت الماتور
كان فيه جيران، وأنا كان فيا داء ازيك يا فلانة وعاملة إيه، وإذا ما كانتش بـ تسأل بـ سأل أنا
راحت واحدة من الجيران اسمها أم محمود قالت له:
"إيه يا أبو ربيع؟ انت جى تتخانق مع الناس؟ دي هي لسه طالعة بسبت العيش، أنا لسه شايفاها"
أتاريه هو اللي جى يتخانق مع ابن عمه
وطلع أبو ربيع لسلفي وفضلت أنا في الدور اللي تحت
قلت لسلفتي اديني حاجة أحطها على شعري
عطتني أشارب زي ده عملته كدهون
ولاقيت واحدة نازلة تقول لي "الرجاله بـ تتخانق فوق، الرجاله بـ تتخانق"
جاتني رعشة
فطلعت وطلعت معايا
لاقيت سلفي واخد تعويرة وقام زقه كده ومشي وجري
لسه هـ هبش فيه وأقول له انت كل شوية تيجى تتخانق معانا
راحت اللى طلعت معايا ماسكة فيا قالت لى: "يا بنت الكلب يا وسخة ده مات"
وراحت مسكانى من شعرى كده وكحرتتنى على السلم على ضهري
قـلـت لها: "ما ماتش"، قالت لي: "لأ ده مات"
المهم أخويا جه: "في إيه؟"
قـلت لـه: "أبو ربيع مات".
قالى: "طب ما تخافيش"
جه سلفي وجه ابن اخت جوزي بـ يقول: "الحق، خالي ومرات خالي قتلوا عمي"
قلت لسلفي: "أنا ما عملتش حاجة، ده أنا لسه متخانقة مع الراجل عشانك، أنا ما عملتش حاجة"
ابن أخت جوزي قال لي: "لأ انتوا الاتنين قتلتوه"
راحت الولية اللى قصادنا قالت له: "حرام عليك هى لسة طالعة"
المهم جت الحكومة
وقبل ما ياخدونى فيه اتنين شباب صغننين من 18 لـ 20 راحوا بصوا عليه وقالوا:
"ده عايش يا أم عيسى عايش، هاتي حاجة نكبس بيها الدم"
كنت قاعدة على السلم مش لاقية حاجة،
فخلعت الإيشارب اللي علي رأسي وقلت لهم: "خدوا ده"
عـطـيـتـهـلـهم وراحوا كبسوا بيه الدم
لما راح المشرحة لاقوا الايشارب
"إيشارب مين ده؟"
قلت لهم: "ده إيشاربي"
ما رضـتـش أقولهم ده إيشارب سلفتى عشان ملهاش دعوة
"طب انت حصل إيه؟"
قلت لهم: "ده حصل كذا كذا والله ما شفت حاجة، ولا عملت حاجة، ولا جيت جمبه"
المهم ما لقوش بصمات ليا ولا للي كان بيتخانق معاه
جم أخدوني من بيتي وعيالي نزلوا معايا
كانوا خايفين فـ الحكومة قالت لهم لا اطلعوا انتوا وخطوا على الميت وهو على السلم
وطلعوا الشقة فوق
عيالي كانوا اتنين، وصغيرين، وقعدوا الليل كله يعيطوا ويصرخوا
وحطوا كراسي الأنتريه ورا الباب عشان خايفين
التليفون كان قاطع فما عرفتش أتصل بيهم بعدها
وجوزى كان بايت في الشغل
واستنوا لحد ما الاسعاف جت خدت الميت
وبعدين راحوا لأختهم في حلوان الساعة ٥ الصبح وهم حافين وما معهمش فلوس

لما الحكومة أخدوني في الأول هي قالتلهم ده جوزها معاها في القضية
قلت للظابط:
"أنا جوزي كان لسه ماشي على الشغل ربع ساعة قبل الخناقة ما حصلت"
"طب وشغله فين؟"
"في شبرا"
"فين في شبرا؟"
"والله العظيم ما أعرف"
راح قال لي ملفظ وسخ: "يا بنت الكذا مفيش واحدة ما تعرفش شغل جوزها"
قلت له "والله ماعرف" .
المهم صبح الصبح وجه جوزي من الشغل راحوا قالوا له
قعد يجرى ورا الست اللي طلعت معايا "انت عارفة الحقيقة تعالي قوليها عشان أم عيسى دي غلبانة" قالت له: " والمصحف أم عيسى ما عملت حاجة"
راحوا أهل سلفي جولها من ورانا أدوها كيلو سكر وشاي وقالوا لها:
"لو رحتى القسم وجوزك مسافر هـ يحبسوكي، وهـ يدوكي علقة".
ما رضـيـتـش تروح تشكي وتشهد كلمة حق.

أنا خدت خمس سنين، قضيت سنتين ونص، وسلفي أخد خمستاشر سنة
أنا باصة بقى في الناس اللي ظلمتني دى أنا أعمل فيهم إيه؟
أنا ما قـتـلـتـهـوش ولا جيت جمبه
وفي الآخر خالص مش عارفين إذا كان قتل نفسه
أتاريه لما سلفي جه يضربه راح هو قتل نفسه
المهم إيه أخدت فيها خمس سنين وقضيت سنتين ونص،
وما كـنـتش بـ عمل مشاكل في أي حاجة

طلعت لاقيت شقتى أربع أوض اتباعت بتلاتين ألف،
وأنا كنت بايعة فيها أربع غوايش كانت الدنيا رخيصة
أهلي قالوا: احنا مش عايزين البيت عشان أمهم محبوسة
باعوا لي شقتي أربع أوض وصالة ومطبخ وكان العفش لسه جديد؛ أنتريه وأربع سراير للعيال والمطبخ جديد وكله
وكنت لسه مبيضاها ما لهاش سنة
باعوا لي الشقة
وسلفتي اللي تحتيا خدوها عند أمها وجوزها محبوس وأنا محبوسة
كان أبوها في السعودية وسرقوا عفشها كله، ونقوا الحاجات المهمة: من مفارش وخلاط ..
وقطعوا ماتور التلاجة
فين اللي أنا عملته؟
خسرت شقتى وخسرت دنيتى
فين اللي أنا أخدته؟ ما أخدتش حاجة

لما طلعت رحت سكنت في بيت أبويا
أبويا كويس وكله بس غير أما يكون شقتك لوحدك ومقفول عليكي، وبابك لوحدك وحياتك لوحدك
وأكلك حلو أو وحش محدش عارف عنك حاجة

مش عارفة أنا إيه اللى عملته … أخدت إيه؟
خدت خمس سنين، خدت كلام الناس، خدت الناس تبص لي باصة مش هي
واحدة فى الشارع مرة قابلتنى "كنت عورتيه ليه قتلتيه!"
سمعت كتير… سمعت كتير وجالي حاجات في جسمي كده من الزعل
الحمدلله على قد تعبي جت فيا أنا وما جتش في أي حد،
ولا في جوزي ولا في عيالى ولا في أبويا ولا في أخويا ...
ربنا يريح عيالي مش عايزة حاجة تاني
والله العظيم أقسم بالله وحياة عيالي أنا ما جيت جمبه ولا حطيت إيدي عليه

شقتي كانت أربع أوض ومتشطبة سخن وبارد وأشاني وسيراميك
دانا عاملة سقف المطبخ والحمام سيراميك
كان كل ما جوزي يقول لي نجيب كذا أقول له لأ نجيب الأغلي دي شقة تمليك
دي بتاعة العمر
حطينا فيها مصارين قلبنا واستلفنا فيها، وبعت فيها غوايش
أنا لحد دلوقتى مش زعلانة على حبستي أنا زعلانة على شقتي
جوزي فضل يقول لي "معلش استحملي" عشان أخوه …
"معلش استحملي"
واستحملت والدنيا مشيت وخلاص ونسينا وجوزي راح في السما واتكل علي الله
قبل ما يروح جوز ابن وخطب لابن
جه الأسبوع اللي فات بقى أخواته جم عايزين يتقسموا على البيت بتاع العزبة بتاع أبوهم
"طب أنا فين نصيبي؟"
"لأ انتِ جوزك مات انتِ مالكيش نصيب"
أنا من حقي شقتين لعيالي
جوزت ابني في شقة والتانية لسه
عاوزين ياخدوها مني مش عارفة أعمل لهم إيه
ومش معايا فلوس أجيب لابني شقة تانية

عمي الكبير وأبويا رايحين يوم التلات عشان يشوفوا الدنيا ماشية إزاي
وربنا يقدم اللي فيه الخير
امبارح كنت بـ كلم نفسي... انت سبتنى ومشيت ليه؟
انت كنت مريحنى … فينك؟ سبت الدنيا ومشيت …
أنا بـ خاف من الخناق من ساعتها ...
دلوقتي ما بتكلمش غير إزيك يا فلانة وأهلا وسهلا ...
لو حد سأل مش باينة ليه؟ أقول لهم الحمدلله بس
ولا بـ حب أروح عند حد ولا حد ييجى يقعد عندي، وربنا يتقبلني عنده.

x
تنويه القصص الموجودة على هذا الموقع قد تسبب للبعض شعور بعدم الارتياح أو الألم. في حالة شعورك بذلك، تذكر أن تتنفس، وأن تأخذ بعض الوقت مع ذاتك قبل مواصلة القراءة، أو بالتوقف عن القراءة إذا استدعى الأمر