الضرب في المدرسة والشارع

"هو أنت إزاي حاطط رجل على رجل كده؟
هو أنت ما عندكش بتاع؟"

كنت 9 سنين، وكنت بـ نزل ألعب في الشارع زي باقي العيال
بس كان فيه ناس أكبر مني، وكانوا دايمًا بـ يضايقوني، وبـ يضربوني
كنت بـ حاول أتفاداهم
لأني كنت عارف إن أهلي لو شافوني وانا مضروب، أو بـ عيط
هـ تشتم، وهـ تهزق، ومش هـ نزل الشارع تاني
عشان الرجالة ما يـتـضـربـوش.

وفي يوم كنت نازل أجيب حاجات من جنب البيت
وبعدين في واحد شتمني: "يا خول"

فـ شتمته: "أنت الـلـي خول"
فـ طلع يجري ورايا، وعملي كده …

كنت مرعوب، ووقعت مني الحاجات
وبعدين رجعت لميت الحاجة
وطلعت البيت وكأن مفيش حاجة.

"طالع التاني؟ ليه مش الأول؟ الأول بنت؟
هي هـ تطلع دكتورة، وانت هـ تطلع سمكري تشتغل تحت البيت"
في أولى اعدادي، أهلي ودوني مدرسة إسلامية، ولاد بس
عشان احتك بولاد أكتر.

"أنت لازم تـترحرح شوية، وتـفُك نفسك
مفيش ولد لخمة كده، ما ينفعش تفضل كده
هـ تطلع جبان"
أول أسبوع كان عذاب
"اسمك إيه؟"
"اقعد بعيد يالا".

تاني يوم في الأتوبيس، قلت أحاول أقعد ورا مع العيال الروشة
كنت كل ما آجي أقعد على كرسي، حد يقول لي:
"ده الكرسي بتاعي، ده الكرسي بتاعي"
وبعدين في الآخر قومت مرزوع قفا، وبعدها قفا تاني
نزلت يومها بـ عيط، وأول ما أمي شافتني قالت لي:
"أنا هـ سمح لك بس النهارده تـعيط
بس بعد كده، ما ينفعش تـ سيب حد يضربك
الـلـي يضربك تضربه"
وقالت لأخويا الكبير
وفاكر إنه أول ما فتح الباب يومها راح لاطشني بالقلم.

تانى يوم ما ضربتش حد
روحت قعدت قدام لوحدي
لحد ما قابلت محمد
هو كمان كان بـ يعاني من نفس المشكلة
قال لي: "أنت مش مضطر إنك تضرب حد
لكن أنت مطلوب إنك تبقى ذكي
صاحب الناس الـلـي بـ تعرف تضرب
في عيد ميلاده، هات له هدية حلوة
ارضي غروره، لو اتريق على حد اضحك ".

x
تنويه القصص الموجودة على هذا الموقع قد تسبب للبعض شعور بعدم الارتياح أو الألم. في حالة شعورك بذلك، تذكر أن تتنفس، وأن تأخذ بعض الوقت مع ذاتك قبل مواصلة القراءة، أو بالتوقف عن القراءة إذا استدعى الأمر