أنت مش محتاجة حد

أنت مش محتاجة حد

وأنا صغيرة أهلي انفصلوا عن بعض،
في جملة بابايا قالها لي، أعتقد إن دي هي السبب في كل حاجة يعني،
كان ساعتها عندي تقريبًا 7 أو 8 سنين،
قال لي:"أنتِ لو موتي، مش هـ يفرق معايا خالص،
هـ خلف غيرك على طول، بس أنا لو مت، أنتِ هـ تعملي إيه؟
مش هـ ييجي لك أب تاني".

أنا ما شوفتوش من ساعتها،
بس الجملة دي لما قالها لي، خلتني من ساعتها لحد النهاردة مبسوطة.
يعني ساعتها أنا عيطت طبعًا، كنت طفلة.
بس خلتني أصدق إن فعلًا أنتِ كل حاجة بتاعة نفسك.
يعني you are your only support system
يعني لما هو قالها، أنا كنت حاسة إن الأب هو الأمان
الأب هو كل حاجة، بالذات إني كنت صغيرة، وما عنديش أخوات، وحاجات كتير.
حسيت إنه كسرني.

بعديها على طول يعني حاولت أعوضه برجالة كتير،
طبيعي زي أي ست،
لأني كنت حاسة إن الـ default بتاعنا إن الراجل هو السند، والدعم.

حاولت أبدله بخالي، بعدين برضه خالي خذلني.
بعد كده بجدي، بعدين جدي اتوفى، يعني قبل ما أولد على طول،
فـ اتكسرت برضه ساعتها.
بعد كده جمعت إنه لأ، هو أنا عاوزة إيه؟ وعاوزة أكون فين؟

عشان كده طلعت بفكرة مشروعي من سرير المستشفى،
قولت أنا عايزة أكون ده يعني، أنا عايزة أكون الإحساس بتاع السند ده لأي حد تايه.
زي ما أنا كنت تايهة في فترة طفولتي بسبب الـلـي أبويا عمله فيا.

فعلًا أنتِ مش محتاجة أي حاجة خالص خالص غير نفسك.
يعني هو عمل إيه مثلًا؟ هو نقلني من مدرسة دولية لمدرسة عادية بجواب من الحكومة،
في الحقيقة نقلني لـتلات مدارس ورا بعض بنفس الجواب تلات أسابيع ورا بعض،
يعني كنت بـ روح كذا مدرسة في نفس الوقت، تخيلوا بـ دخل المدرسة ما أعرفش حد،
ومن مستوي اجتماعي لمستوي تاني فجأة.
كانت ناس بقى تطبل: "مش عايزين بنت جديدة "، حاجات كده،
وأنا داخلة يعني تجارب كده غريبة جدًا،
بس ده السبب اللي خلاني كنت الأولى في المدرسة،
لولا كده ما أعتقدش كنت هـ بقى شاطرة.
لولا ده كان السبب إني خدت منحة عشان أدخل الجامعة الأمريكية،
كنت الأولى برضه على دفعتي، وده كان السبب إني اشتغلت في PNG
وده كان السبب إني عملت مشروعي،.

لولا كل الحاجات دي، ولولا إن مامتي وجدتي كانوا دايمًا بـ يقولوا لي:
"أنتِ you are your own support system مش إحنا، مش هو، مش أي حد في الدنيا،
طول ما أنتِ معاكي ربنا، وأنتِ مركزة على الـلـي أنتِ عايزاه، أنتِ مش محتاجة حد".

x
تنويه القصص الموجودة على هذا الموقع قد تسبب للبعض شعور بعدم الارتياح أو الألم. في حالة شعورك بذلك، تذكر أن تتنفس، وأن تأخذ بعض الوقت مع ذاتك قبل مواصلة القراءة، أو بالتوقف عن القراءة إذا استدعى الأمر