على سجادة صلاتها نادتنى وبصوت متعصب بـ يطلق شرارة ممكن تشوفها بعينيك من حدتها، سألت: "انت فيه إيه بالظبط بينك وبين حسن؟ إيه اللى مضايقك منه كده؟ إيه علاقتك بيه؟ انت بـ تحبيه؟"
رديت عليها والكلام كان أتقل من إنه يتقال ... أول مرة أحس إن الكلام ليه وزن.
"لا يا ماما، أنا مش بحبه هو وسخ وأنا بكرهه، ومش عايزة أشوفه فى بيتنا تانى لو سمحتى"
"ليه هو عملك إيه؟"
حكيت من غير تفاصيل عن يوم مشئوم وكئيب.
كان يوم عادى فى حياة أى بنت فى ثانوى عندها 16 سنة، خارجة مع أصحابها، سينما وبعدين غدا... تليفونى رن، وكان ابن خالتى حسن.
"ألو ... انت فين؟ تعالى أنا عازمك على الغدا احتفالا بعربيتى الجديدة"
حسن أكبر منى بـ 6 سنين، كان هو وأخوه أكتر ناس فى العيلة بقضى معاهم وقت كل ما أزور مصر. كان زى أخويا الكبير، قريب مننا جدا بحكم إن أمى وخالتى قريبين جدا لبعض.
كانت الساعة 4 العصر لما ركبت العربية معاه.
"مبروك يا عم العربية حلوة، عقبال الشقة اللى بتدور عليها"
"آه صح كنت عايز آخد رأيك فى حاجة تانية، معروض عليا شقة فى التجمع الخامس، تيجى تبصى معايا على مكانها؟"
"آه أكيد قبل الغذاء ولا بعده؟"
" لا يالا بينا دلوقتى فى السريع"
انطلقنا وطبعا أنا مش عارفة طريق المكان اللى االلى احنا رايحينه، ولا هو فين على خريطة القاهرة. بس طبعا أسئلة زى دى ما خـطرتش على بالى ساعتها.
وصلنا حته ما فى وسط الصحرا بين جبال
"إحنا وصلنا؟"
"آه المكان لسه بـ يتبنى، انزلى أوريكى فين بالظبط"
"مش شايفة أي حاجة قصدك فين؟"
"تعالى هنا بصى أهو"
كان ساعتها قرب مني أوى. زنقنى على العربية …
مش قاردة أفتكر كل التفاصيل لأنها مدفونة فى مكان ما…
بس فيه أحاسيس فاكراها، زى إحساسى لما شد الإيشارب من على شعرى، و إحساسى لما كنت بـ خبى بقى منه فى حضنه علشان ما يعرفش يوصله. هو كان أطول وأضخم منى، كنت بزقه جامد بعيد. عافرت كتير لغاية ما فلت منه. بصيت حواليا ما عرفتش أنا فين!
وكان مفيش مكان أجرى له غير إنى أدخل العربية تانى …
كنت بصرخ "أنا عايزة أمشى ... أنا عايزة أمشى من هنا رجعنى!"
دخل العربية "حاضر، حاضر هـ رجعك"
بدل ما يسوق لاقيته بـ يحاول يوصلى تانى. إيده كانت بـ تـقـفش فى كل حته، وأنا مش عارفة أزقها من فين ولا فين. مش عارفة القوة دى جت منين ساعتها، فضلت أضربه وأزقه، لغاية ما طلعت برا العربية تانى.
جريت شوية حوالين المكان، بس مفيش أى اتجاه واضح للشارع، جرى ورايا وقالى "خلاص خلاص هـ روحك"
كان صعب جدا إنى أثق فيه تانى وأرجع، بس هو كان الطريق الوحيد إنى أمشى من هنا بدل التوهان فى الصحرا.
رجعت ودخلت العربية، هو ساق بينا لغاية أول علامة لطريق ما "وقف العربية أنا نازلة هنا".
نزلت خدت تاكسى ومشيت. أنا ما عيطش ساعتها. عيطت بعدها بشهرين، بعد ما حكيت لأمى وهى على سجادة صلاتها وقالت لى "دى غلطتك انت اللى ركبتى العربية مع واحد من الأول
لوحدك ... ياريت ولا هو، ولا حد تانى يعرف إنك حكيتلى"
انا 27 سنة دلوقتى، ولسه عذراء بمفهوم غشاء البكارة بتاعكم. بس دايما هـ فتكر إن أول حد لمسنى كان غصب عنى، وأمى كانت أجبن من إنها تاخد صفى ..