عادة الأيام كانت كلها زي بعضها.
بـ صحى الصبح أروح الشغل،
وانا في المترو غالبًا بـ تخانق مع متحرش.
ولو قل أدبه، أو لو مد إيده، بـ وديه القسم .
بـ خلص شغل، أرجع على البيت.
وغالبًا في طريقي لو ما عديتش على القسم،
بـ كون شاتمة على الأقل تلاتة.
بس النهارده يوم غير، كنت صاحية مبسوطة.
النهارده أول يوم في بروفات المسرح
الـلـي بقالها 6 شهور واقفة
نزلت روحت الشغل، وعلشان أفضل مبسوطة
حطيت السماعات في ودني، وخلصت شغل، وروحت على البروفة.
وبعد البروفة، قعدت مع أصحابي على القهوة في وسط البلد،
وبعدها قومت علشان أروح، بس قررت أتمشى شوية، الجو كان لطيف
عديت كوبري قصر النيل، ووصلت للأوبرا.
كان فيه واحد راكب عربية فيرنا حمرا
وكان كل شوية يهدي، ويقف جنبي،
ما كانش بـ يقول غير جملة واحدة،
أنا الحقيقة مش قادرة أقولها تاني،
بس أقدر أقولكم إنها كانت عن جزء معين في ضهري.
في العادي، كنت هـ رد عليه، وهـ قل أدبي
واحتمال أكسر له إزاز العربية ولا المراية،
بس ما كنتش عايزة أبوظ اليوم واعمل خناقة ،
فـ لبست السماعات، وما رديتش عليه.
بعدها بشوية حسيت إن زي ما أكون بـ تخبط من ورا،
ووقعت فعلًا على ضهري في الأرض.
أتارى العرص خرج شومة جلد من شباك العربية
وضربني بيها على ضهري وهو ماشي.
صرخت، والناس اتلمت عليا
والناس الـلـي راكبة عربيات وراه، وشافوه، وشافوني بـ قع
جريوا وراه، ووقفوه
أنا أول ما شوفتهم مسكوه، قومت جريت عالعربية
وفتحت الباب الـلـي جنبه، وسحبت الشومة
وضربته بيها علي دماغه وسط كل الناس الـلـي ملمومة دي.
بعد ما الكلام ده حصل
مجموعة من الناس الـلـي اتلمت عليا وقفت لي تاكسي،
أخدت التاكسي، وطلعت على البيت.
وانا بـ فتح الباب لاقيت ماما في وشي
بـ تبص لي، وبـ تبص للشومة الـلـي في إيدي.
قولت لها: "العصاية دي يا ماما أنا ما جيبتهاش
أنا كسبتها في التحرش النهارده".