السر الحربي

السر الحربي

أنا كنت فاهمة إنها هـ تجيلي في ابتدائي، مش عارفة منين، يمكن من صحاب المدرسة.
لما جت لي كنت صغيرة في خامسة ابتدائي، وفي أجازة الصيف،
في يوم بعد ما رجعنا من البحر اتفاجئت بيها.
عملت خطة طويلة عريضة عشان أقول لماما،
قولت لها إني لاقيت الأندر وير ده في الهدوم الـلـي عايزة تتغسل،
"شوفي كده، لا يكون في حد اتعور".
قالت لي: "ده بتاع مين؟"،
قولت لها: "أنا" بمنتهى السذاجة،
ضحكت، وقالت لي:
"مبروك بقيتي آنسة، ولازم أروح أفرح أبوكي".

إدتني قماشة، وقالت لي: "حطي دي"، قعدت أعيط.
فـ إدتني ألويز، تقريبًا قعدت سنة من بعد ما جت لي البيريود بـ حاول أفهم استخدمها إزاي،
واكتشفت لوحدي إنها ممكن تتلزق عادي بدل ما هي بـ تقع مني.
قعدت أتحايل عليها كتير أوي ما تقولش لبابا، وهي مصممة، وأنا هـ موت من الكسوف.
حكايات بنات العيلة على التسريب الـلـي بـ يبقع الهدوم والملايات كان راعبني جدًا.

بنت عمي جت لها البيريود مرة وهي نايمة، وصحيت لاقت الملاية متبهدلة،
أخوها دخل، وسألها: "إيه ده؟"، فـ قالت له: "كنت بشرب كركديه، واتدلق مني"،
فـ ضربها عشان مهملة.
وواحدة صاحبتي حكت لي إن البيريود جت لها في يوم وهي خارجة مع أخوها،
وبقعت البنطلون في النادي،
فـ راح واحد منادي على أخوها، وقال له في ودنه إن بنطلون أخته مبقع،
راح أخوها زعق لها، وقال لها تربط جاكيت على وسطها.


كنت بـ تعامل معاه على إنه سر حربي، مش عايزة حد يعرفه؛
لا أخواتي، ولا عيلتي، ولا أي حد.
وفاكرة إني كنت بـ حاول أسمع مكالمات ماما في التليفون، وحواراتها مع بابا؛
عشان أعرف قالت لحد ولا لأ.
هي الصراحة ما قصرتش، وقالت لطوب الأرض.

أول رمضان بعد ما جت لي، ماما قالت لي:
"البنات مش لازم تصوم في الأيام دي، ودي رخصة من ربنا".
فضلت أصوم في كل أيام البيريود، وبرضه مخبية على البيت كله إنها عندي،
لدرجة إني كنت بـ قف أصلي معاهم،
وأقول لنفسي ما ربنا عارف إني بـ صلِّي كده وكده عشان محدش يعرف.

في العيد كل العيلة كانت بـ تستظرف، وتيجي تسألني:
"ها بقى، فطرتي كام يوم؟"، وأنا عيلة، وهـ موت من الكسوف،
فـ رُد وأقول: "ولا يوم"، فـ يتخضوا.

مش عارفة إمتى بطلت أتكسف،
بس محدش علمني ولا قال لي حاجة عن الموضوع كله على بعضه.
كنت شحطة كده، وبرا مصر، واشتريت حاجة بالغلط، مش عارفة هي إيه،
وفاكراها قطن ودان. أتاريها طلعت حاجة اسمها تامبونز، وإنها ممكن تُستخدم بدل الفوط.


دلوقتي مش بـ تكسف من دمي، ولا من أيامي الصعبة؛
خصوصًا إني كل ما كنت بـ كبر، كل ما كانت أعراضها بـ تتعبني أكتر،
وبـ يبان عليا أكتر تغيير في المزاج، ونظام الأكل، والانفعالات.
فـ بقيت بـ رُد على أي حد يسألني: "مالِك"،
وأقول له: "أنا عندي البيريود، وممكن أبهدلك".

x
تنويه القصص الموجودة على هذا الموقع قد تسبب للبعض شعور بعدم الارتياح أو الألم. في حالة شعورك بذلك، تذكر أن تتنفس، وأن تأخذ بعض الوقت مع ذاتك قبل مواصلة القراءة، أو بالتوقف عن القراءة إذا استدعى الأمر