كنت منطوية على ذاتي، عانيت من التوحد الشديد؛
حيث كان من الصعب أن أجد من أصادقه في المدرسة.
كنت سعيدة لأن في هذا اليوم بعد امتحان العلوم، اصطحبتني أمي إلى نزهة حول المنزل.
دخلت دورة المياه مسرعة، ووجدتني أنزف دمًا في الكيلوت،
لم أكترث لها، وقلت سأضع بضع المناديل،
كنت في خامسة ابتدائي،
وكنت بـ شوف ماما كل شهر مع شراء أكل الشهر توزع على أخواتي البنات كيس شكله غريب،
وأخواتي يدخلوا أوضتهم، ويشيلوه،
وما كـنـتـش أعرف المكان الـلـي بـ يشيلوه فيه.
كان جوايا فضول غريب، وفي نفس الوقت ما ينفعش أفتش في حاجات أخواتي من غير إذنهم،
ماما وأختي الكبيرة كانوا مفهمني إنها بـ تيجي لكل البنات بس في أوقات مختلفة،
و"ما تـقـلـقـيـش حتى لو اتأخرت"، وجملة ماما الشهيرة
"كل ست مختلفة عن التانية".
ده خلاني أطمن شوية لما لاقيت صحابي مرة بـ يتكلموا مين جتله ومين لسه،
وأنا كنت من البنات الـلـي لسه.
بحب الدورة، أيوا بحبها، وكمان بـ قول عليها دورة.
ما بـ حبش أقول بيريود؛ عشان بـ حس إن كأني بـ ستعر منها،
زي الكلمات الـلـي بـ نتكسف نقولها، فـ بنقول بديل بلغة تانية،
بس لأني مش مكسوفة منها بـ قول دورة عادي.
وأنا عندي 14 سنة،
كانت كل بنت في المدرسة بـ تتكلم في مع صاحبتها عنها
وأنا ما كانش عندي أدنى فكرة إيه دي
كنت حاسة إن في حاجة غلط فيا
وحسيت إني معزولة
أهلي شرحوا لي بالتفصيل الممل عملية البلوغ قبل ما تحصل؛
كانوا بـ يجهزوني نفسيًا علشان ما اتفاجئش،
في نفس الوقت بـ يمهدوا لي المسؤوليات الاجتماعية والدينية الـلـي بـ تتبع عملية البلوغ.
كرهت البلوغ، وكرهت جسمي بسبب المسؤوليات التابعة ليه،
والحدود الـلـي اتفرضت بسبب التغيير الجسدي الـلـي بـ يحصل.
وانا في المدرسة، كلمونا عليها،
جت لي وانا في أولى إعدادي، اتفاجئت، وكنت زعلانة أوي،
وبعدها بدأت رحلة وجع، ومغص، وترجيع، وإسهال، وقلق،
وتعب كل مرة بـ تيجي لي.