(القصة ترجمت من الانجليزية)
هـ بدأ حكايتي بإني أقول شوية تعليقات من اللي مش قادرة أنساهم أبدًا

مدرسة الفرنساوي
اللي كانت عمالة تتباهى ببنتها ووزنها المثالي (حاجة وخمسين كيلو)،
وزملاتي في الفصل
اللي كان حبة منهم أقل من الوزن المثالي ده بحاجة بسيطة،
والحبة التانيين أزيد بحاجة بسيطة،
كانوا كلهم بـ يتشاركوا النقاش،
ما كانش فيه حد وزنه مش طبيعي، ما عدا أنا.
فضلت ساكتة خالص طبعًا
لحد ما مرة واحدة،
لاقيتها بـ تبصلي وتقولي: "المفروض تركزي مع الكلام ده"،
حاولت أعمل نفسي بـ بتسم،
مع إن قلبي حرفيًا كان بـ يتكسر،
وهزيت دماغي من غير ما أقول ولا كلمة.

أقرب صديقة ليا …
كنا في إيفنت تبع كايرو رانرز، وكانوا بـ يوزَّعوا تي شيرتات،
كنت متوترة جدًا لأني كنت زدت تاني تقريبًا نص الوزن اللي نزلته السنة اللي فاتت
بسبب اضطراب نهم الطعام ومشاكل القولون العصبي.
حاولت أهزَّر عشان أعدي الموقف وقلت:
"أنا تقريبًا محتاجة آخد إكس لارج"
فضحكت هي وقالت: "لأ دابل إكس لارج"

وفي مرة تانية، اتقابلنا بعدها بشهر أو حاجة،
كان الاضطراب حاد عندي الفترة دي،
وكان وزني زايد بشكل ملحوظ.
وأول حاجة طبعًا علقت عليها لما شافتني كانت أنا تخنت قد إيه،
وبرضه حاولت أضحك عشان أعدّي الموضوع.

لكن بسبب التعليق بتاعها حبست نفسي في البيت،
وما كنتش برضى أنزل مع صحابي في أي حتة.
ما كنتش عايزة حد يعلق على وزني، الموضوع كان بـ يأثر فيا جدًا.

أنا عارفة إني تخنت،
مش محتاجة إنكم تفضلوا تفكروني بده كل شوية.
من ساعتها وأنا عمالة أخسر صحابي، وشوية من وزني.

مشيت على رجيم قاسي بعدها،
كنت باكل من 500-800 سعرة حرارية في اليوم،
وماشية على نظام الصيام المتقطع (بصوم من 8- 16 ساعة يوميًا)،
ووزني قل جدًا.
وبعدين حفلة التخرج بتاعتي جت،
وكنت لسه أتخن من آخر مرة شافوني فيها،
وطبعًا كنت متوقعة تعليقات زي: "إنت تخنتي أوي"،
في حين إني كنت بموِّت نفسي عشان أخس.
ده غير إني كنت بلعب كارديو من ساعة لساعتين في البيت بمعدل يوم آه ويوم لأ.
وطبعًا اللي توقعته حصل،
واحدة صاحبتي علقت على الموضوع بس بشكل مختلف شوية،
فرَّجتني صورها قبل وبعد الخسسان،
وقالت لي إنها متأكدة إن أنا كمان أقدر أعمل زي ما هي عملت.

وبعد شهرين عرفت أعمل ده فعلًا
بس ما عرفتش أبدًا أتخلص من أثر التعليق ده عليا.
في أكتر وقت كنت متضايقة فيه من وزني،
وفي أكتر يوم كان المفروض يكون مميز وأفضل فاكراه بشكل كويس للأبد،
اليوم اتحوِّل لكابوس.
رجعت البيت يوميها وأكلت بنهم شديد.

أنا كنت بحب صاحبتي دي جدًا،
وعارفة إنها ما كانتش تقصد تؤذيني،
هي بس كانت بـ تشجعني،
لكن التوقيت اللي اختارته ما كانش مناسب أبدًا.
وقالت ده قدام ناس تانية كمان.
الموضوع كان مربك و محرج خالص،
حسيت كأن كلامها وصمني للأبد،
خسرت صاحبتي دي.
كل مرة بـ تقولي إني وحشتها وعايزة تشوفني
بـ تحجج بأي حاجة، عشان خايفة تعلق بحاجة تانية على جسمي.

التحرش في الشارع:
واحد بـ يزعق من عربيته: "ما تعملي رجيم"

التعليقات في المواصلات العامة:
كان في واحدة راكبة الميكروباص، وما كانتش راضية تنزل عشان تركّبنا إحنا كمان،
فحاولت أزنق نفسي جنبها وأعدي من مسافة ضيقة أوي،
الراجل اللي ورايا أصر إنها تنزل عشان يقدر يركب،
فقررت ترد وتقول: "دي حتى البنت التخينة عرفت تعدي!"
كنت حاطة السماعات في ودني،
بس ماكنتش مشغلة حاجة،
كل اللي قدرت أعمله إني أعمل نفسي ما سمعتش اللي قالته.

ولاد خلاني/عمي:
وسط ما كنت بـ عاني من إضطراب الأكل،
ابن خالي الصغير: "إنت تخينة أوي كده ليه؟"
واحد تاني بـ يحاول يهزر:
"البتاع ده مش هـ يـدخل في صابعك حتى، أصلك تخينة أوي"
وغيره، وبرضه بـ يحاول يستظرف: "إيه هـ تاكلي التلاجة كلها؟"
أنا كنت رايحة أشرب شوية مية ...
بس التعليق ده خلاني آكل كمية أكل ضخمة، حوالي 3500 سعرة حرارية.

جدتي من بابا فضلت تتريق عليا طول حياتي،
أنا بكره الست دي.

كل الناس ...
بـ يدوني نصايح لفقدان الوزن منهم لنفسهم،
بـ يدوني نصايح تغذية.
مع إني في الأيام العادية باكل أكل صحي جدًا،
وحتى الأيام اللي باكل فيها كتير
قبل ما وزني يزيد بالشكل ده،
كنت باكل أكل صحي بس بإفراط.
لكن للأسف بعد ما تخنت بقيت باكل سكريات كتير جدًا.
بـ يحاولوا ينصحوني أكون نشيطة أكتر، عشان متصورين إني مش بتمرن خالص.
مع إني في الحقيقة بـ تمرن بشكل دوري وبـ مارس حياة صحية.
مشكلتي الوحيدة هو الاضطراب اللي بـ عاني منه وقد إيه متحكم فيا تمامًا،
بـ يبوَّظ كل حاجة في حياتي،
اللي أنا فيه ده مش وضع طبيعي،
ده وضع أنا مش قادرة أتحكم فيه.

أنا تقريبًا خسيت و تخنت 3 مرات لحد دلوقتي.
أحيانًا بتحرك من السمنة، لزيادة الوزن أو الوزن الطبيعي،
وبعدين من الوزن الطبيعي لزيادة الوزن أو السمنة تاني.
كل ده بسبب اضطراب نهم الطعام أو اضطراب تشوُّه الجسم.
وده معناه إني بشوف نفسي وحشة جدًا أيًا كان شكلي،
لما بحس إني وحشة أوي، باكل بإفراط.
وبعدين وزني يزيد، فأحس إني وحشة أكتر، وأفضل آكل لحد نقطة معينة،
بـ يحصلي فيها حاجة،
وبعدين أكسر الدايرة من تاني عشان أخس.
ده بـ يحصل بقاله عشر سنين دلوقتي،
اضطراب تشوُّه الجسم كان بـ يمنعني من إني أتمرَّن في مكان عام.

السنة اللي فاتت عملت أول إنجاز لما بدأت أتمشى على تراك النادي كل يوم،
ومن شهرين، عملت تاني إنجاز لما جريت قدام الناس لأول مرة.
ومن يومين اشتركت في جيم قريب من البيت،
النهاردة عدى أسبوع من غير إفراط في الأكل.

اضطراب نهم الطعام هو اضطراب أكل حقيقي
زيه زي الأنوريكسيا (فقدان الشهية العصابي)،
بس محدش يعرفه غير عدد قليل جدًا من الناس.
أنا دلوقتي مش مهتمة أوي بفقدان الوزن
قد مانا مهتمة بالتعامل مع المشكلة اللي سببت زيادته من الأول.