كنت طفلة مرحة جداً وحبوبة، وبحب التعليم،
وحفظت التشهد جديد وكنت فرحانة إني حفظتها ومستنية ماما تكافئني.
ماما قالت لنا إن أنا وأختي الكبيرة لينا مفاجأة بس لما ننزل مصر في الأجازة.
وقتها كنا بنحب وقت الصيف، وخصوصا لما بـ نسافر مصر عشان نلعب في الشارع.
وفي يوم قالوا لنا إننا رايحين للدكتور، هو المشهور في المنطقة،
وعشان احنا دايما كنا بـ نتعب وقت السفر بسبب تغيير الجو، والحساسية قلنا ده روتين عادي.
لكن يومها ماما لبستنا فساتين كنا اشتريناها جديد، وجت معانا مرات خالو.
أختي اللي دخلت الأول لكن هي بطبعها هادية، والموضوع خلص معاها بسرعة،
هي صوتت مرة وسمعت صوتها، لكن هدوها وخرجت،
وأنا كنت خايفة موووت ما أعرفش كنت خايفة عليها ولا خايفة من اللي بـ يحصل جوا الأوضة.
ودخلت أنا وفاكرة شكل الأوضة، وشكل الدكتورة،
ومنظر الأدوات وهي بـ تتعقم في المية المغلية،
وحطوني علي سرير الكشف، وفجأة بـ يقلعوني هدومي، وانا أصوت وأعيط،
ويكتفوني وانا مفيش خالص، وأرفس برجلي مش عايزة حاجة تحصل،
قاموا جابوا أختي الكبيرة تطمني، لكن مفيش برضه أصوت واصرخ واعيط،
سمعت العيادة كلها، والبيوت اللي جنبها، وماما تقول:
"الدكتورة عرفت إنك شاطرة سمعي التشهد"،
وأنا فعلاً بدأت أسمع التحيات لله والصلوات والطيبات ....
وصوتي يروح، وأشهق مش قادرة أكمل،
وما حسيتش بعد كده غير وهم شايليني ملفوفة بشاش في المكان ده،
وماما بـ تضحك مبسوطة، ومرات خالو بـ تحكي اللي حصل كأنهم فخورين أوي.
وباقي الأجازة ما اتحركتش من البيت ولا خرجت،
ورجعت وأنا بكره مصر، وبكره أهلي وتفكيرهم،
وبقيت أحارب إن أخواتي الصغيرين ما يتعملش فيهم زي ما عملوا فينا، وحصل ومحدش لمسهم.
وبعافر أبقى تخصص نسا وتوليد أو أطفال، عشان الإجرام اللي بـ يحصل فينا ده تحت مسمى العادات.