أول يوم في الدورة الشهرية كنت في 3 إعدادي،
حسيت بشيء غريب، ومربك بـ يحصلي،
شيء أنا مش عارفة أسيطر عليه….
وقتها كنت في الصالون، وكان له باب أكورديون كده زمان، غير محكم الغلق كالعادة،
حاولت أشاور لأمي تجيلي، بس كانت مشغولة،
وانا كنت متوترة، ولما جت، قولتلها:
"فيه حاجة بـ تحصل، مش عارفة فيه إيه"،
وشوفت على وشها، وملامحها تعبيرات بـ تقول إنها قرفانة، وأوي، وأوي كمان.
شاورتلي بطرف صوابعها، استني هنا ما تخرجيش،
وجابتلي الباد، وقفلت الباب عليا.
مريت بصعوبة شديدة في التعامل مع الباد، وطريقة استخدامها،
الـلـي هو أتفه شيء ممكن أم أو حتى جارة تعلمه لبنت صغيرة،
قبل ما تبصلها بقرف، وتقفل الباب عليها.
سألت نفسي ليه ما جاش في بالها تدخلني الحمام،
أو تسيب المسح والكنس، وتديني 5 دقايق من وقتها باهظ الثمن،
أو تقعد هي بعيد 5 دقايق، تـتخلص من تعبير القرف الـلـي على وشها ده،
وبعدين تبدأ تجيلي، ومعاها الباد.
وبعد سنين طويلة من الموقف، ومن السؤال، ومن مئات المواقف،
وسنين تانية من محاولة التخلص من فكرة إن أنا كائن مقرف،
وإن أي شيء هـ يكبر أو ينُم عن الأنوثة جوايا هو قرف، لازم يتحرق أو يتغطى،
اكتشفت الإجابة: أمي مش سامحة لنفسها بالحياة،
أمي ما عاشتش، وآسفة إني أقول مش هـ تعيش.
أدركت ده لما مريت مع بابا بحياتنا سوا، شوفته بـ يعيش ويموت،
بس ما عاشش غير في نظرة بصلي بيها وهو في العناية المركزة قبل وفاته.
أتمنيت من أمي الحياة، والقبول؛
عشان أقدر أستمتع بونسها قبل ما تموت.
فدفن الروح إرث أتمنى ألا أحظى به.