دايمًا كنت أسمع من صحابي إنهم اتفاجئوا أول مرة تجيلهم البيريود،
وقد إيه الموضوع أثر على نفسيتهم، وعلى تقبلهم لطبيعة جسمهم كأنثى.
حمدت ربنا جدًا على مامتي الله يرحمها؛
مامتي لما لاقـتـنـي ابتديت أكبر، وجسمي يبان عليه علامات البلوغ،
خدتني على جنب، وفهمتني يعني إيه بيريود، وإيه بـ يحصل فيها بالظبط، وليه بـ يحصل كده،
وفهمتني بطريقة علمية العلاقة بين الراجل والست، وفهمتني الحرام والحلال فيها.
وكانت بـ تسمع أي سؤال مني بصدر رحب، وبـ تجاوبه بطريقة مبسطة علمية،
من غير أي رعب أو تخويف، مع إنها كانت ست عادية جدًا ربة منزل،
ومن عيلة مقفلة جدًا، ولكن كان عندها الثقافة دي.
حتى قالت لي أعمل إيه لما تجيلي البيريود أول مرة،
قالت لي: "لو أنتِ في المدرسة روحي لمدرستك قولي لها في ودانها
أنا جتلي البيريود لأول مرة، وهي هـ تتصرف".
فعلًا في مرة روحت الحمام، لاقيت نفس الوصف الـلـي وصفتهولي ماما عن البيريود،
وما خُفتش خالص، بالعكس فرحت إني كبرت،
وإني بقيت أقدر أجيب بيبي في المستقبل زي ما ماما قالت لي،
وروحت للمدرسة، وقولت لها، بعتتني للدكتورة بتاعة المدرسة،
وادتني فوطة صحية، وسألتني: "تعرفي تستعمليها"،
قولت لها: "آه، ماما معلماني"،
وعملت زي ما ماما قالت لي.
روحت البيت لاقيت بابا بس الـلـي في البيت، وكنت فرحانة أوي،
ومن فرحتي قولت له الـلـي حصل؛ ما قدرتش أستنى لحد ما ماما تيجي.
بابا حسيته اتلخبط، واتكسف، وقالي: "طيب كويس، قولي لماما لما تيجي،
هي هـ تتصرف أحسن مني"، وطبطب عليا.
ماما جت، ودخلت معاها كيس، وقالت لي: "جايبالك حاجة"،
وخدتني على الأوضة، لاقيتها جايبة لي سوفت برا لأول مرة في حياتي،
فبابا كان معدي وشافنا، فـ قال: "جه في وقته"، وضحك، ومشي.
ماما قالتلي: "في إيه؟"، قولتلها الـلـي حصل.
فِرحت أوي، وحضنتني، وقالتلي إني ما اتكلمش مع بابا في الحاجات دي؛
عشان هو راجل وبـ يتحرج، وهو ما يعرفش أوي، وإن أي سؤال عندي أسأله لها هي،
ولو هي مش موجودة وفي حاجة طارئة أطلب مساعدة من أي واحدة ست كبيرة أكون برتاح لها وعارفها.
ما كـنـتـش فاهمة قيمة الـلـي مامتي عملته معايا،
لحد ما سمعت من صحابي حاجات مأساوية بخصوص الموضوع ده.
شكرًا يا مامتي؛ عشان خـلـيـتـيـنـي أقبل نفسي كأنثى،
وما اتكسفش من طبيعة جسمي الـلـي خلقها ربنا.
الله يرحمك، ويغفر لك، ويجعله في ميزان حسناتك.