خلينا نقول إني فاهم أو مدرك الفرق بين الجيل الـلـي فات والجيل الـلـي موجود دلوقتي،
في الوعي، والإدراك، والتحرر،
حتى لو لسه المركب بـ تغرق، ومفيش حاجة بـ تتغير
أو على الأقل مفيش حاجة للأحسن، كله بـ يسوء.
بكل بساطة كنت في محافظة غير محافظتي، تحديدًا اسكندرية، وكنا في رمضان
أنا أصحابي كلهم مسلمين، وأنا اتعودت أصوم معاهم،
أو على الاقل ما ناكلش إلا مع بعض على الفطار، وكنا في نفس السكن.
صحيت نزلت أجيب الفطار لينا،
وقرب المطعم الـلـي كنت هـ شتري منه لاقيت راجل عجوز، أعمى،
عمال بـ يتحرك يمين وشمال، وبـ يطلب إن شخص يوصله بيته الـلـي هو الناحية التانية من الشارع
كان بـ يصرخ بصوت عالي، وبـ يعيط، ومحدش بـ يرد من الناس الـلـي ماشية،
أنا قولت هـ ستنى لحد ما أجيب الفطار لو محدش ساعده هـ ساعد أنا،
جيبت الفطار، واتحركت ناحيته.
"يا حاج، عايز تروح فين؟ هـ وصلك"
"عديني الشارع، ووصلني البيت آخر الشارع"
مسكت دراعه، نزلته من على الرصيف، ومشينا شوية
"أنا محتاج فلوس يا ابني، ورمضان كريم، ساعدني بحاجة"
طلعت له الـلـي فيه النصيب، سِكِت شوية
"اسمك إيه؟"
"فلان يا حاج"
"اسم أبوك؟"
"بـ تسأل ليه؟"
"أنت مش مسلم؟"
"آه، أنا مسيحي يا حاج".
فجأة لاقيت غضب على وشه، ومسك إيدي الـلـي كانت سانداه،
وزقني بعيد، ومسك الفلوس ورماها في الأرض،
وقال لي:"امشي من هنا يا كافر، ربنا يخلصنا منكم"
بصيت له بغضب، وقولت له:
"أهو الكافر ده هو الوحيد الـلـي عبرك وسط المؤمنين،
الـلـي أنت بـ تتذلل لهم عشان يوصلوك أو يدوك فلوس"
وروحت قولت له: "أنت مش محترم"، ومشيت.