أسبابي ما تخصش حد

طول عمري من وأنا صغيرة وانا شعري "وحش"،
هو فعلًا وحش، ومش كيرلي، لأ، هو خفيف من قدام، وهايش، وقصير.
وماما عملت المستحيل علشان شعري يبقى مفرود شوية أو الهيشان يقل، بس مفيش فايدة طبعًا.
ما بقاش قدامي حل غير إني ألمه كحكة على طول، على الأقل وقت المدرسة.

بس برضه كان بـ يهيش من قدام،
وكان عندي مدرس في المدرسة فاكراه لحد النهاردة،
قالي كده بالحرف: "كل ما أبصلك بـ ضحك، ومش بـ قدر أمسك نفسي"،
وشاور على شعري، وطبعًا ده كان قدام صحابي في الفصل،
والكل ضحك على شكل شعري طبعًا،
ووقتها أنا كنت في أولى ثانوي يعني مش طفلة خالص.

فضلت أفكر إني لازم اتحجب؛ علشان أخبي شكل شعري،
مش عشان أنا هـ بقى أحلى مثلًا في الحجاب،
ولا علشان -كما يقال- إنه فريضة مثلًا، لأ،
أنا تفكيري كله إني أخبي شعري، وألبس واسع لأني برضه ما كـنـتـش رفيعة وحلوة -بمقاييس المجتمع-،
بس مش دي المشكلة دلوقتي.

فعلًا اتحجبت، وطبعًا أمي زي أي أم مصرية قالت لي: "مش هـ يتقلع"،
ومن كتر ما أنا كنت مش طايقة شكلي وافقتها.
وفضلت سنة، سنتين، تلاتة، عشرة….
وكل سنة تمسُّكي بيه عن الأول بـ يقل، وكل تفكيري إن دي مش أنا،
أنا ما بـ صليش أساسًا، لابسة الحجاب على إيه؟
وارجع أفكر إن مالهاش دعوة، عادي فيه بنات مش محجبة وقريبة لربنا أكتر من أي حد.

بقيت بـ فكر إني عايزة أقلعة أكتر ما بـ فكر أنا لبسته ليه،
وكل ما بـ كبر، وبـ تقبل نفسي وشكلي، كل ما تمسكي بيه بـ يقل أكتر،
وبـ حس إن الشخصية الـلـي لابسة الحجاب دي مش شخصيتي، ومش شبهي، ومش أنا.

وانا دلوقتي حرفيًا محشورة جواه، ومش عارفة أقلعه،
وطبعًا سمعت كتير: "يعني أنتِ خايفة من الناس ومش خايفة من ربنا؟"،
والحقيقة آه، أنا خايفة من الناس الـلـي اتريقت على شكلي وانا طفلة،
وكرهوني في نفسي، وكسروا فيا ثقتي في نفسي،
الـلـي لحد النهاردة مش عارفة أرجعه،
ومش خايفة من ربنا لأن ربنا عارف النوايا والـلـي في النفوس،
لكن الناس ما تعرفش، وما بـ تفكرش أصلًا إن أسبابي تخصني أنا، وما تخصش حد غيري.

x
تنويه القصص الموجودة على هذا الموقع قد تسبب للبعض شعور بعدم الارتياح أو الألم. في حالة شعورك بذلك، تذكر أن تتنفس، وأن تأخذ بعض الوقت مع ذاتك قبل مواصلة القراءة، أو بالتوقف عن القراءة إذا استدعى الأمر