لعنة 18 سنة

أنا نشأت فى منطقة ريفية الكل فيها بـ يبص للبنت من وهى عندها 6 سنين علي إنها عروسة،
وإنها دايما مطمع للكل، وأهلى بطبيعتهم دائمين النقد، والسخرية،
وانا مولودة بعيب في مفاصلى، بعرف أمشي كويس واجرى وكل حاجة،
بس وانا واقفة بـ ترجع لورا اللي يشوفها يفكرها مقطومة.
أهلى كانوا دايما بـ يقولوا لى: "يا أم ركب"، وأمى كانت بـ تسخر منى قدام أخواتى،
وكانت مفكرة أنا بـ عمل كده بإرادتى، ووصل بيها السخرية إنها قالت لى "اتعدلى يا معوقة "

كنت دايما بـ بص لنفسي على إنى وحشة،
وكنت دايما بـ حاول أخد بالى عشان ما ترجعش لورا وانا واقفة مع أى حد،
لأن ماما دايما كانت بـ تقولى: "
"انت مش هـ تعدلى رجلك غير لما واحدة بنت حرام تقولك فوسط الناس: يا أم ركب"
مع إن ماما كانت عارفة إنه شئ خارج عن إرادتى،
وكشفنا عند كذا دكتور، وقالى إنه طبيعي جدا،
وما يقدرش يتدخل جراحيا لأنه مش مأثر على أداء الركبة، وانا قادرة أمارس حياتي عادى.

أنا فضل جوايا إنى قبيحة، وإنى دايما أقل من الكل.
كنت دايما بـ تفوق دراسيا وبـ طلع من الأوائل، كنت بـ لاقي مفيش تشجيع لأى حاجة.
ولما كنت بـ حصل على المركز التانى كنت بـ حس إنى فشلت خلاص،
وأمى كان بـ يوصل بيها إنها تخلينى أعيط،
وكانت بـ تتعامل معايا على إنى فاشلة وفشلت أرضيها.

دخلت في علاقات وحاولت أرتبط بس عشان أحس إنى مرغوبة وإنى بنى آدمة،
أو إنى بنت وممكن يتقالى إنى حلوة أو إنى جميلة، وده كان غلط.

ودلوقتى أنا وصلت 18 سنة،
وبقيت بـ حس بضغط رهيب من أول ما تميت الـ 18،
كأن أصابنى لعنة 18 سنة، بقي بـ يتم التعامل معايا على إنى عروسة بالفعل،
وإنه لازم أبقي في كامل جمالى لأنه خلاص الناس بـ تتكلم:
"انت ما بقـتـيـش صغيرة"
"اللي قدك فاتحين بيوت"
أنا لونى قمحى واتحرق الجزء اللي بـ يبان للشمش،
ولأنى بلبس طرحة بقي وشي اللي بـ يظهر لونه حاجة، والجزء اللي الطرحة مخبياه حاجة.
خالتى تقول لماما: "خليها تحط حاجة تبيضها"،
وبقيت محل للنظر وكل ما يبقي فى اجتماع للعيلة يقولوا لى:
"قومى كده ورينا لابسة إيه؟
بـ تروحى الكلية كده؟
ورينا صورك كده"
"ابقي لبسيها كعب أصلي بـ شوفها من بعيد قصيرة"
بقيت بـ حس إنى شبه العروسة اللعبة، حياتى دى ولا حياتهم يتحكموا فيها،
كلامهم بقي بـ يطاردنى، بقيت منعزلة وانطوائية،
أبسط حقوقي إنى ألبس اللي أنا عاوزاه مش عارفة أخده،
قررت أعيش لنفسي وقررت أخرج واقابل ناس، ودورت على شغل،
بس لسه كلامهم بـ يطاردنى،
ومش عارفة أتخلص من الأذي النفسي اللي سببهولى من طفولتى،
لحد ما بقيت دلوقتى بـ حس إنى بـ دفع غرامة بلوغي 18 سنة،
بـ حاول أكون كويسة لكن الأفكار الانتحارية بـ تزيد يوم عن يوم، وانا بـ حاول أعيش، عاوزة أعيش بس .

x
تنويه القصص الموجودة على هذا الموقع قد تسبب للبعض شعور بعدم الارتياح أو الألم. في حالة شعورك بذلك، تذكر أن تتنفس، وأن تأخذ بعض الوقت مع ذاتك قبل مواصلة القراءة، أو بالتوقف عن القراءة إذا استدعى الأمر