صياد

لم أكن يومًا إلا فتاة بسيطة، تهوى القراءة والفرار من الواقع عبرها
حتى قابلت هذا الشاب الذي يجيد التحدث جيدًا، وإبهار الجميع
كان يعلم كيف يجذب مَن أمامه بالرغم من كونه ليس بالشاب الوسيم
لتبدأ قصتي معه.

من صديقة مقرَّبة لعام ونصف، حتي مُحبة ولهانة تكتم حبها خوفًا من فقده كصديق
لكنه كان يعلم مشاعري
كان يزداد فضوله لـيـغــنـم بتلك الفتاة الذكية الجميلة
وتصبح أكثر من صديقة.

لم يكن حبًا، كان حب اقتناء
لم يمر كثيرًا من الوقت حتى اكتشفت الحقيقة
هذا الشاب صياد، يجمع الضحايا حوله
يجد الفريسة فينصب حولها شِركَه.

لم أكن الوحيدة، كنا كثيرات يخبرهن عن حبه
الجميع يصدق، لا أحد يشك فيه أبدًا.

تتعاقب السنون
ما بين خيانة، وغفران، وقرب يزداد
وعود بأنه سيصبح أفضل، وأنه لا يريد أن يظل هكذا
تكتشف كذب آخر، وغدر تلو الآخر.

الفريسات يعلمن، والجميع يرحل، وأبقى أنا
تلك الغبية التي تظن أن كل ما يحتاجه هذا الرجل هو القبول، والحب غير المشروط

يخبرني عن حبه، وامتنانه لوجودي، وعن دعمي الذي ليس له نهاية
ولكن للأسف
"لا أستطيع الزواج بكِ، أهلي رافضون"
"أخبرتك هذا كثيرًا
سيؤلمني فراقِك، ولكنك يجب أن تجدي حياتك وطريقك".

أيُ حياة تلك؟
ماذا عن عمري الذي كان بجوارك؟
مرت سبعة سنوات منذ عرفتك، أخوض فيها معارك عنيفة تقتلني كل يوم
تحملتك ودعمتك، صدقتك حينما كذبك الجميع
كنت أمانك ومأمنك
هل هكذا ستتركني وترحل؟
ألن تخوض معركة واحدة من أجلي؟
ألا أستحق؟

ولكن البلهاء ما زالت تصدقه
وما هي إلا أيام قليلة، حتى انكشف
كان يخون كعادته
ولمَ لا؟ وقد أصبح الأمر يسير في دمه
فقد مات ضميره، وباع بالرخيص من اشترته بأغلى ما تملك
بروحها.

هذا ما جنيت من كل السنين
مريضة اكتئاب مزمن بعد تشخيص طبي
وخوض تجربة علاج نفسي لمدة 6 أشهر
محاولتان للانتحار باستخدام الأدوية، باءت بالفشل
اضطراب في النوم، أظل أيام بدون نوم، أو لساعات يقتحمها القلق والتفكير
وفقدان الشهية.

أعيش كالموتى
أعلم كل ليلة أنه يخون
ولكني مازلت أسأل نفسي، لماذا فتل كل هذا بي؟
لم أكن أستحق كل هذا الألم.

x
تنويه القصص الموجودة على هذا الموقع قد تسبب للبعض شعور بعدم الارتياح أو الألم. في حالة شعورك بذلك، تذكر أن تتنفس، وأن تأخذ بعض الوقت مع ذاتك قبل مواصلة القراءة، أو بالتوقف عن القراءة إذا استدعى الأمر