"خدي الكلمة، وامشي وأنتِ ساكتة"
"ما تـرُديش، حتى لو عمل إيه، امشي"
"محدش عارف هو ممكن يعمل إيه فيكي"
وده الـلـي بـ يتقال، أيوا، ماشي، حاضر
أنا هـ آخد الإهانة وامشي
عشان يفضل يعمل كده طول ما هو ماشي، تاني، وتالت، وعاشر.
طب أنا هـ حكي لكم قصة "الطرحة"
هي ما كانتش طرحة واحدة، هم كانوا طرح كتير الحقيقة.
طلعت أنا وأختي من البنك يوم الاثنين 30/7/2012 الساعة 11 الصبح
في شارع عمومي كبير، وقريب من البيت
وماشيين خمس دقايق نكون في البيت،
اشترينا عيش، وطلعنا على الرصيف،
لاقيت واحد عند بتاع جرايد بـ يقرب، وعمال يقول في كلام كتير قذر
وجي كده كأنه هـ ياخدنا بالحضن مثلًا،
فـ بعدت أنا وأختي.
وأنا بـ بعد بـ قوله "احترم نفسك بدل ما.."
لسه ما كملتش واحنا مشينا قدام شوية، وده قام
"احترم نفسي؟ احترم نفسي إيه؟"، واتنرفز
ومسك كوز ميه، ملاه من جردل من الجردلين الميه القذرة الـلـي جنبه، ورماه علينا
بـ رجع خطوتين لاقيته رمى الجردل كله
مع إنه واخد مش أقل من تلات مطاوي في وشه، وشكله شمام أساسًا
بس أنا غلطانة، جرحت مشاعره الرقيقة، وقولت له احترم نفسك
كان المفروض أقل أدبي، واشتمه بالأب والأم، يمكن كان حس بالألفة.
أنا طبعًا بعد ما رمى الميه جالي حالة ذهول،
وأختي عمالة تقول لي: "امشي، امشي"، وتشدني
وأنا بـ رجع له، لاقيته بـ يرمي عليا الجردل التاني
وبـ يقول: "امشوا، امشوا"، ومستمر في الشتايم
طبعًا في اللحظة دي بدون مبالغة، أنا من فوق لتحت مبلولة
كأني نطيت في النيل بهدومي بالظبط،
أنا لاقيت نفسي بـ زعق، وبـ زعق فيه،
راح ماسك جردل بلاستيك من النوع التخين، وبـ ينشن على دماغي بالسن بتاعه.
والناس طبعًا أكيد ملمومين، وكان في كائنات ذكورية كتير جدًا
هم كنوع ذكر آه، أو بـ يقولوا عليهم كده اليومين دول
المهم واحد بـ يشدني عشان امشي، لأني كنت بـ ديله بالشلاليط،
وبـ مسك الجردل بعد ما بـ يقع من إيده بـ رميه عليه
هو لقى الجردل مش نافع معايا، فـ قام شايل الشمسية،
وماسك الحديدة، وبـ يحاول يضربني بيها، وجت على دراعي
وأنا الـلـي بـ دافع عن نفسي بس، والناس واقفة هدفها تـتفرج
والبعض منهم هدفهم يشدوني، وامشي.
لا أنا أصلي خلاص ركبت في دماغي أجيبه، وارميه عالقسم
وهو كان عايزنا نمشي، ده حتي في النص قعد يقول:
"عايزة إيه؟ عايزة إيه؟"، يا حرام صعب عليا
آه صحيح، وكان من ضمن الذكور الـلـي واقفين اتنين من الشرطة العسكرية
بـ يتفرجوا وانا بـ تضرب على دماغي وعيني لحد ما ورموا، وبـ تخانق
وبـ صرخ في الناس: "حد يمسكه معايا، عايزة أوديه القسم"
"أنتوا إيه؟ واقفين كده؟ مفيش راجل؟"، في اللحظات دي -ومرت كأنها بجد ساعات-
الناس كانوا مـتـنـحـيـن، بجد مـتـنـحـيـن تـتـنـيـحـة ما شوفتهاش.
وبعدين جري لشارع جانبي عشان يجيب حاجة تانية يضربني بيها تقريبًا
فجأة لاقيت الناس متكومة على جنب، بـ يتفرجوا من بعيد، وبـ يقولوا:
"إيه ده؟ بـ يجييب إيه ده؟"، وانا بـ جري وراه لحد جوا
لاقيته جايب حديدة كبيرة، وجاي عليا
روحت وقفت له، ومستنية كده هـ يعمل أي حاجة، أبقى مستعدة
راح بص لي كده، وقف، وسايب الـلـي في إيده، ومطلع مطواه من جيبه
ومعور إيد،ه قطع كف إيده من النص، وربطها، وقعد يعيط، ويقول:
"عورتني، شتمتني بأمي، عورتني، شتمتني بأمي، بأمي، بأمي".
وطلع من الشارع الجانبي وهو بـ يقول كده
وانا روحت بـ مسكه من القميص، وبـ حاول أقول للناس امسكوه
عايزة أوديه القسم، وبـ صرخ، وبـ زعق، وكل حاجة
ودول، نفس التــتــنـيـــحة،
فكرني بفيلم قديم لما كان القاتل أعصابه بـ تهدى لما بـ يغنوا له:
"ماما زمانها جاية".
واحد بس من الذكور سواق تاكسي الـلـي ممكن أقول ده راجل،
واحد بس من بين أكتر من 15 ذكر، نزل عشان شاف المنظر
وبـ يقول لهم وهو ماسكه: "لو واحد بس، امسكوا معايا، القسم أهو على ناصية الشارع"
واحد جه، أنجــج البلطجي، راح البلطجي رامي ميه عليه
راح الذكر قال له : "طب ليه بـ ترمي عليا ميه يا أخي؟ وأنا عملت لك إيه؟"
وراح سابه ومشي، تقريبًا كان معجب بالبلطجي، بس بعد الموقف ده
إحساسه تجاه البلطجي اتغير، ومش هـ يكلمه تاني، يا وحش، إوعى،
مش عارفة، هل ميه النيل ملوثة، وغيرت في الجينات؟ ولا في حاجة في الجو؟
السواق عشان مسكه شوية فالبلطجي طلع يجري وراه
والـلـي يضحك أكتر إنهم كانوا بـ يجروا قدام القسم
والراجل هرب، وأنا طبعًا صرخت في الناس، كل ده مذهولة،
ومش مستوعبة إنهم بجد لا فيه نخوة، ولا شهامة، ولا أي حاجة تذكر.
طب بلاش، ده فيه واحدة في النص كانت بـ تبوس إيدي، مش مجازيًا،
لا باست إيدي عشان امشي، عشان كنت بـ ضربه وبـ دافع عن نفسي.
الذكور كانوا بـ يعملوا زيها بالظبط، مع إنهم لو ركزوا، هـ يلاقوا إنه كان خايف
والذكور التانيين كانوا بـ يحاولوا يمنعوني أضربه، وليس العكس.
تقريبًا في حاجة غلط بجد، تفتكروا الخضار عشان مرشوش؟
بـ يقولوا المبيدات بـ تعمل حاجات مش كويسة عند الذكور.
الناس كانت بـ تغير وقفتها في الآخر، بس عشان ما يفوتهاش حتة
من الفيلم الـلـي بـ يتفرجوا عليه، والاتنين من الشرطة العسكرية معاهم
متكومين على جنب، توأم ملتصق غير متشابه.
طب أنا كنت بـ دافع عن نفسي، واضربه
وكل الـلـي هاممني إني أوديه القسم، ومش هاممني حاجة
طب مفيش حد حس بالـلـي أنا حاساه ولو للحظة؟
سواق التاكسي بس طول الطريق عمال يقول لي:
"أنتِ عملتي الـلـي ما عملوش راجل"، أنتِ بجد مش عارف إيه
طب يا فرحتي بالكلام بجد، حاجة تـحزِّن بجد.
أنا روحت عند الذكر بتاع الجرايد،
الـلـي كان طول الوقت مدي ضهره للناس، أو بـ يتفرج على البلطجي
وما بـ يحاولش حتى إنه يتكلم ويقول حاجة، سألته:
"الحيوان الـلـي كان قاعد عندك ده اسمه إيه؟"، رد، قال لي:
"حسين الأمونيا"، أو "حسين تايسون"، هو معروف في القسم.
ركبت أنا وأختي الـلـي كانت معظم الوقت يا بـ تقول للناس يمسكوه، يا إما مذهولة،
مع السواق الراجل الجدع، وكانت تـتاخد مشي لقسم الجيزة
قالوا لي: "مش هنا تـعملي المحضر"، قولت لهم: "يعني إيه؟"
قالوا لي: "مش هنا، روحي قسم العمرانية"، وزعقت فيهم، وخرجت.
روحت قسم العمرانية، قولت لهم: "عايزة أعمل إثبات حالة ومحضر"
أدوني ورقة، قالوا لي: "لازم تـعملي التقرير الطبي الأول"
وأدوني ورقة أروح بيها المستشفى، روحت مستشفي الهرم
ما رضيوش يسلموا لي التقرير طبعًا
لأن مفيش حد من الأمن موجود عشان يسلمه لي
وكان الحل إني أروح القسم تاني أجيب أمين شرطة، ولا مخبر، عشان يستلم
روحت القسم، عملت المحضر بعد مفاوضات
ورجعت للمستشفى استلمت وصورت التقرير
ولاقينا حادثة، 14 جثة في المستشفى مضروبين بالرصاص
والناس جايين يستلموا الجثث، أهي من ضمن البلطجة،
والانفلات الأمني الـلـي الأمن نفسه مش قادر عليه.
وانا قاعدة بقى بـ عمل المحضر، بـ قول لهم ده اسمه كذا كذا
لاقيته بـ يقول لي: "آه، ده الـلـي بـ يقعد عند مش عارف مين؟
هـ جيب لك الصور تـتعرفي عليه"، وجابوا لي الصور، واتعرفت عليه
" آه، ده أصله خارج من السجن ما كملش شهر، وعليه مراقبة"
"أنا عارفة، ده بـ يقعد في الحتة الفلانية"، تاني يوم اسأل في التليفون القسم
"طب ليه المحضر ما اتعرضش على النيابة لحد دلوقتي؟
ده أنا لسه شايفاه وانا في الطريق قاعد في نفس المكان"
الرد: "على حسب مزاج وكيل النيابة".
كلمت الرائد فلان الفلاني، قال لي:
"أصل كان عندنا قضية قتل امبارح، فـ ما كانش حد فاضي يطلع يجيبه"
محسسني إنه هـ يجيب كيس شيبسي،
"هـ شوف كده بعد الفطار هو بـ يقعد امتى عند فلان؟"
"والله حضرتك أنا مش مرقباه"
"يعني أنتِ لما بـ تبصي من البلكونة، بـ تشوفيه؟"
"والله حضرتك ما جربتش أبص من البلكونة،
وحضرتك أنا شوفته قاعد قريب من بيتي بعد ما ركبت التاكسي تاني يوم
لاقيته باصص لي، وعادي"،
"طب هو بـ يقعد امتي هناك؟ هو قاعد دلوقتي؟"
"أنزل أنا أجيبه أحسن طيب؟ ما هو حضرتك أنا مش مراقباه والله، أنا ما أعرفش حضرتك"
المهم إن أي حد قبل ما يسمع أي حاجة، تعليقه الأول
"ليه عملتي كده بس؟ ما قولنا بلاش تـردي ولا تعملي أي حاجة"
طيب حاضر، أنا هـ سمع كلام قذر، ومستفز، ومش هـ رد
ولو رديت يبقى مش هـ عمل أي حاجة تانية،
حتى لو عمل إيه يعني بعد ما شتم أقذر الشتايم، ورمى ميه
هـ سكت، عادي جدًا، إيه يعني اتبليت؟ عادي يعني، إيه المشكلة
ده حتى كان في ذكور واقفين في نهار رمضان، ولا اتهزت منهم شعرة،
فلازم يبقي عندي لا مبالاة زيهم بالظبط.
ويسألوني: "طب هو يعني مد إيده وعمل أي حاجة؟"
لما أقول لهم: "لأ"، ألاقيهم بـ يقولوا لي:
"طب رديتي ليه؟ ده حتى لو حصل كده، امشي"
فاضل يقولوا لي أروح أشكره، وأقول له ميرسي جدًا إنك اتحرشت بيا النهارده
باي باي يا عمو البلطجي.
ومش نافع غير إني كلمت ظابط نعرفه
وهو ده الـلـي -إن شاء الله ممكن يجيبه من قفاه-
لأن غالبا الموضوع واضح إنه ماشي بالدراع اليومين دول..