بقالي سنتين بـ فتكر اللي حصل كأنه صور مقطعة لذكريات رمادي، مش واضحة ومش مترابطة.
لما بجي أحكي أو أفتكر ما بـ عرفش أبدأ غير من الآخر.
شارع ضلمة الساعة 11 في مكان مقطوع،
أنا بجري عشان ما يلحقنـيش وعشان محدش يخطفني وسط الضلمة،
كأن العالم كله قرر يكون ضدي في اللحظة دي.
رميت نفسي في ميكروباص، مش فاكرة إيه حصل بعدها.
فيه 3 أيام بعد اليوم ده راحوا ما أعرفش فين،
ومش فاكرة أنا كنت بـ عمل إيه ولا بـ فكر في إيه.
أول حاجة بـ فتكرها، إني في تاكسي بـ كلم أكتر ست بحبها
وبقولها: "كان عايز يموتني، ركبتي مفتوحة، ومش عايز يطلقني".
القصة بدأت لما قرر إني إزاي اتجرأ واقول: "انت بتقول كلام سخيف".
كانوا أطول 45 دقيقة في حياتي،
فضل يصرخ، ويزعق، وفجأة، بقى فوقي وحاطط مخدة على وشي
نفسي بـ يضيق، وجسمي بـ يقع، مش قادرة أقاوم …
قام من فوقي وفضل يقولي: "أنا ما بـ حاولش أخنقك أنا بـ سكتك بس".
خرج وساب الأوضة،
فضلت مكاني زي ما أنا بفكر إذا كنت هـ عيش لبقية الليلة،
طيب رجلي أو إيدي هـ يتكسروا؟ طيب أكلم مين يـيجي ياخدني؟
أنا خايفة حتى أطلع لباب الأوضة ...
رجع تاني وقالي:
"انت هـ تبطلي عياط دلوقتي وهـ تقومي تلبسي وهـ ننزل نتعشى"
كنت حاسة إني قدام إنسان سادي مصاب بانفصام في الشخصية،
رفضت.
قالي: "أنا هـ ستنى برا وتبطلي عياط حالا وتطلعي".
لبست هدومي وقولتله:
"أنا ماشية من البيت ده مش هـ قعد أكتر من كده".
فضل يزقني ويرميني على الكنبة،
خفت أكتر وما عرفتش أفكر غير في إزاي أخرج من هنا سليمة.
أخدته على قد عقله وقولتله يالا نتكلم،
فضل يقول كلام أنا ما سمعتش منه ولا كلمة،
وفي الآخر خبطني في ركبتي بحاجة كانت معاه في إيده.
أنا انهرت، قاومت أكتر، وزقني أكتر، وكتفني أكتر.
عرفت أجري في لحظة،
فتحت باب الشقة ومتهيألي أخدت السلالم في خطوة واحدة،
جريت بأقصى سرعة وكنت بـ بص ورايا ليكون رجعلي تاني.
أنا فاكرة إن اليوم ده كان آخر يوم صدقت فيه إني ممكن أتحب من غير ما اتأذي تاني.
ده اليوم اللي رميت فيه وأنا بجري في الشارع كل إيماني
إن العالم ممكن يكون طيب أو حنين،
أو حتى إن فيه حاجة اسمها سند.
هو كان آخر حب،
مش عشان مفيش منه، بس لأني بطلت أحب بعدها حتى نفسي.
وبطلت أصدق إن ممكن حد يبقى باقي عليا أو مهتم إني أفضل في حياته.
ده الحب اللي كلفني سنين من الأدوية والدكاترة وليالي انهيار لسه ما خلصتش،
لكن أرجع وأقول، إني مامتش الليلة دي،
وإني أقوى، وبـ دور على إيماني اللي فـقدته وسط ضلمة الشارع.