بما إن رمضان جي، حابب أشارك قصتي كمسيحي مصري مولود ومتربي في مصر.

في رمضان، ماكنتش بقدر أشرب مية أو أفطر قدام الناس.
كنت معرض دايمًا إن حد يفضل مبحلقلي أو حتى يشتمني.

فاكر إني في يوم قررت أتحدى المجتمع وأشرب مية في الشارع عادي.
لاقيت راجل عجوز بـ يوقفني.
كان في طريقه ووقف فجأة.
شاور عليا من الناحية التانية من الشارع.
وصرخ: "هتروح جهنم لو كنت مسلم ومش صايم".
وكمل كلامه: "إلهي تتحرق في نار جهنم.
ولو كنت مسيحي وبتعمل اللي بتعمله ده،
هتتحرق برضه في نار جهنم،
وهـ نشوفك بـ تتشوي فيها من فوق ونقولك قلنالك وما سمعتش كلامنا".

طبعًا بدأت هيستيريا جماعية
كل الناس في الشارع بدأت توجهلي كلام زي:
"انت ماعندكش حَيَا؟"
"خلي عندك شوية خِشَى وخبي الإزازة".
مش عارف أنا كنت بشرب مية ولا خمرا عشان كل ده.

المحزن في الموضوع إن ده مغروس في ثقافتنا جدًا لدرجة إني لما روّحت
أختي غلطتني على اللي عملته.
أختي من أبويا وأمي،
اللي كانت من شوية بس بـ تحكيلي إن في شحات رماها بطوبة
وقالها يا كافرة عشان ما كانتش مغطية شعرها في رمضان.

كشخص غير مسلم، شايف إن رمضان المفروض يكون بـ يساعد الواحد يتحكم في رغباته
عشان ينجح في الاختبار
امتحان من قوة عليا
بمجرد ما تنجح فيه، ذنوبك كلها هـ تختفي، كأنك اتولدت من جديد
كل اللي محتاج تعمله هو إنك تنجح عشان تثبت إن إيمانك بقى أقوى
وأكبر، وأصدق من التانيين

الناس بتقول إن رمضان شهر العطاء، لكن اللي شفته غير كده
اللي شفته بـ يقول إن رمضان بـ يخليك شخص أناني وتنافسي
ماعادش مرتبط بالدين قد ما هو مرتبط بالعادات المجتمعية،
الناس بـ تحاول إنها ما تعملش حاجات سيئة لمجرد إنها ما تبطلش صيامها مش أكتر.