من سنتين اكتشفت بالصدفة البحتة إن عندي أورام في الرحم …
الدكتور قال لي "الأورام مكانها خطر والعملية ممكن تخلينا نضطر لاستئصال الرحم"
خفت جدا لأن وجود الرحم بالنسبة لي أكبر من إنه يكون له علاقة بس بالجواز،
هو مرتبط عندي بإحساس بالأنوثة إحساس بالأمومة ...
حتى لو لسه ما حصلتش …
قررت إني أتعايش وما أعملش العملية
وفضلت الأورام تكبر شوية شوية ..
كان فيه ناس قريبين مني كنت بـ فتكرهم صحابي فكنت بـ حكي لهم
قلت لهم اللي قاله الدكتور، إن لو اتعملت العملية الرحم ممكن يتشال
فوجئت بواحدة منهم بتقول لي:
"عادى ما تشيلي الرحم! هو انت لسه عندك أمل تجيبي بيبي؟!"
ما عرفتش أرد. ما فهمتش هي عملت كده ليه.
كلامها كان كبير أوي حتى لو هي ما تقصدهوش
ما اكـتـفـتـش بكده وبس، راحت قالت لكل الناس إني لازم أشيل الرحم.
وبقى رحمي قضية رأي عام، ولاقيت ناس كتير بتقول لي: "ما تشيلي الرحم!"
"ما تشيلى الرحم!"
"يا بنتي شيلى الرحم بقى انت باقية على إيه!"
قررت إني أتناسى كل ده
لحد ما في يوم كنت في ورشة playback theater
وكان المفروض إن حد بيحكي حكايته والناس بتمثل الحكاية دي ...
فيه بنت جميلة قامت حكيت حكايتها، قالت إن كان عندها أورام في الرحم في أماكن خطيرة
والأورام كانت بـ تكبر وكان لازم تعمل العملية
والعملية نجحت وما شالتش الرحم
وكان المطلوب مني إني أمثل الحكاية دي ...
أمثل حكايتي ...
ما كنتش عارفة أعمل إيه
حسيت بلخبطة لأن دي حكايتي اللي بـ حاول أداريها،
ولخبطة لأني حسيت قد إيه البنت دى قوية
مثلت
ما أعرفش إزاي
وحسيت إن دي رسالة مبعوتة لى
روحت بعدها لدكتور كبير وحدد لي ميعاد للعملية
تم استئصال 8 أورام
فضلت حاسة إني كنت بـحلم
ما كنتش بـ وافق أقابل كل الناس اللي بتيجي تزورني
كنت بـ ختار إني أشوف القريبين بس اللي فعلا عايزين يزوروني عشان يدعموني
مش جايين يتفرجوا على الـ zebra في جنينة الحيوانات ولا اللي جايين يتعظوا من حكايتي
ويعرفوا أكتر عن أسباب الأورام علشان ما تجيلهومش
ولا اللي جايين يعملوا واجب وخلاص ويجيبوا علبة الشيكولاتة ويمشوا …
لحد ما في يوم واحدة قريبتنا أصرت إنها تزورني
جت وقعدت تسأل أسئلة كتير عن تفاصيل العملية
"هو انت فتحة بطنك قد إيه؟؟ أصل أنا فتحة القيصري بتاعتي 15 سم"
"لأ أنا أكبر .. أصل دي عملية مختلفة"
"طبعا أكيد مش زي القيصري … حتى كمان مختلفة عنها نفسيا. كفاية إن اللي بتولد قيصري بتستنى 9 شهور وبتبقى عارفة إن في الآخر الدكتور هـ يفتح بطنها ويطلع بيبي. لكن انت فضلتي سنتين وفي الآخر فتحوا بطنك وطلعوا إيه .. أورام!"
الدكتور اللي عمل لي العملية إداني دعم نفسي كبير
قال لي: أنا مبسوط بيكى، العملية كانت صعبة وانت نزفتى كتير
بس كونك تتحملي كل ده وترفضي المخدر ده انت قوية جدا!"
بعد العملية لما جت الدكتورة ومعاها جرعة المورفين التانية
قلت لها: "مش عايزة"
“إزاي؟ ده الألم لا يطاق، هتستحمليه إزاي؟؟”
وبصت لي بصة كأني كائن فضائي
والدكتور بعدها قال لي: "عمليتك أصعب من القيصري كتير وعادة الستات بتطلب جرعة أكبر كمان"
رفضت المخدر لأنه كان بـ يخلي دماغي تروح
كنت حاسة إني المفروض أعدي بالألم ده
كنت عايزة أبقى فايقة وعلى اتصال بجسمي
حتى لو الاتصال بجسمي ده مؤلم
الألم حسسني إني كنت عاملة زي واحدة عندها طفل ودايما كبتاه …
ممنوع تعيط، ممنوع تحزن، ممنوع تبان ضعيف …
قررت بعد العملية إنى أصالح الطفل ده..
أصالح نفسي وأحبها
وقررت أحكي علشان أقول أنا هنا.
أنا موجوعة. أنا هـ سيب الوجع يطلع…
أنا قوية.