لم تستطع يومًا التعبير عن مشاعرها بالكلمات،
ربما لهذا أصبحت أقرب صديقاتها
يوم أن تركها، هاتفتني ضاحكة:
"أخيرًا فضيت يلا نروح نعمل شوبينج".
قضينا ساعات في "المول"، وعندما خرجنا
كنا نحمل أربعة عشر كيسًا، كلهم لها
لم يوقفها إلا فراغ محفظتها، وحاجبي المعلق في استنكار.
رجعنا لسيارتها، ولم أجادلها طوال الطريق في الحذاء
والحلقين الذين تملك مثلهما تمامًا،
ولا في الفستان الأحمر الذي أعلم أنها لن ترتديه
ولا في ألوان الصبغة الثلاثة
"يا ستي افرضي زهقت"
ولا في "الدباديب" التي فسرتها بخجل دون أن أسألها:
"لولاد أخويا"
لم أرد، رغم علمي بأن تلك "الدباديب" ستنام الليلة في حضنها.
فجأة فرملت في أحد الشوارع الجانبية
نظرت أمامها ساهمة بعض الوقت
ثم التفتت إليّ، وهي تعض على شفتيها
وتضيق عينيها، مانعة دموعها الحبيسة من الفرار
"أنا زعلانة ... زعلانة أوي".