الأمومة مش غريزة

الأمومة مش غريزة

عرفت إن محمد جوزي هـ يمشي وهـ ياخد وقت كبير برا مصر
فقررنا إننا نعمل لوب في الفترة الـلـي إحنا فيها مع بعض
بس اكتشفت إني حامل.

خـلِّـفـت، وهو مشي لما ابني كان عمره أسبوع
أول طفل ليا
 كنت بـ سمع عن اكتئاب بعد الولادة
بس كنت بـ فتكره بـ يـيـجي عشان شكل الجسم بـ يـتـغـيـر
بس لما عشت التجربة، عرفت إنه أسبابه أكبر من كده بكتير.

حسيت إني في مرحلة مقابلة الوحش المستوى الأخير يعني
مفيش وقت لتمرد الروح على أي وضع
ما يـنـفـعـش أقف، ما يـنـفـعـش حتى أكتئب
ده طفل أنا مصدر كل احتياجاته،
وانا ما أملكش شيء له غير اللبن الـلـي في صدري.

مش فاهمة، أوصف الـلـي كنت فيه ده كان إيه؟
 والـلـي أنا لسه فيه ده برضه اسمه إيه؟
بس كل الـلـي عارفة أحسه إني بـطَّـلـت انبسط لما بـ سمع أغنية كنت بحبها.

المشكلة إن الاكتئاب في المرحلة دي عند كل الناس وضع طبيعي
بس بالنسبة لي، دي حاجة مريبة
إزاي البشر شايفين كل الآلام النفسية دي شيء طبيعي؟
طب ليه مفيش حد طبيعي أقدر أتكلم معاه، واشرح له قد إيه أنا مش بـ اعرف أتنفس بالليل من الخنقة؟
قد إيه في ضلمة كبيرة أوي، على الرغم من إني بـ افتح الشباك كل يوم الصبح
أنا مش بـ اتمرد على تغيير البامبرز، ولا اكتئبت عشان الرضاعة،
 ولا على الصراخ الهستيري بتاع ابني
اكتئبت لما لاقيت الكل عندهم ودان، بس محدش سامعني وانا بـ شتكي
ورافضين الشكوى.

 لما ابتديت أتحط في دايرة الأمهات الـلـي مش مسئولة بسبب شكل لبسي أو اهتماماتي اللي كانت قبل الجواز
وجمل "والله أنتِ ما تنفعي تبقي أم"
"يا بنتي أنتِ ما عندكيش إحساس أمومة ليه؟"
"ليه ابنك صغير كده؟ أكيد لبنك وحش"
"يا ربي أنتِ على طول مبهدلة الولد معاكِ، والله كتَّر خيره إن أنتِ أمه"
لما جوزي بُعده طال أوي أوي، ولخبطة كتيرة
هو الـلـي أنا فيه ده صح؟ ولا انا هـ مشي الطريق زي ما الكل مشيه قبلي
بس انا كان نفسي أمشي في حتة تانية
أنا كان نفسي أصلا أبقى رحالة

مش بهزر، أيوا أنا من أقصى الصعيد، بس حلمي كان إني أبقى رحالة
أنا هنا بـ عمل إيه؟
أكيد الرد كان: أنتِ وظيفتك أم
طب ليه مفيش أجر؟
أسئلتي طبعا مريبة، ردها هـ يكون قاسي عليا
"أنتِ ما تستاهليش ابنك ده!"

بس الـلـي أنا عارفاه ومتأكدة منه، إني استاهل ابني، واستاهل حبه وضحكه
أستاهل حاجات كتير.

عارفة إني كلامي مش مظبوط وكله توهة
بس كل الـلـي فاكراه ومتأكدة منه، إني أستاهل
 عشان أنا ضحيت كتير
ممكن تكون على رأى بابا إني ضحيت بحاجات تافهة
بس بالنسبة لي كانت هي حياتي الـلـي باختياري.

في رغي كتير وكلام ما يكفيش السطور، وأمومة طلعت مش غريزة
وانا فعلا مكتئبة، ولوحدي
 حتى لو بـ سمع ألف ضحكة من ابني، وبـ شوف ألف نظرة حب منه
برضه مكتئبة، ومش عارفة أعترف غير هنا.

x
تنويه القصص الموجودة على هذا الموقع قد تسبب للبعض شعور بعدم الارتياح أو الألم. في حالة شعورك بذلك، تذكر أن تتنفس، وأن تأخذ بعض الوقت مع ذاتك قبل مواصلة القراءة، أو بالتوقف عن القراءة إذا استدعى الأمر