أنا عندي بنت وولد،
ابني الكبير في تانية ابتدائي، وبنوتي أهي قاعدة جوا هنا، عندها 4 سنين.
بصوا هو الموضوع مش نكد أوي، بس هو كان إلى حد ما كده نقطة فوقان ليا يعني.
أنا اتجوزت بعد الكلية على طول، أنا خريجة ترجمة.
حملت على طول في إياد، وكانت الدنيا حلوة وجميلة،
شوية خناقات بقى مع طنط، على شوية خناقات مع ابن طنط، على حاجات كتير جدًا،
بس الدنيا مشيت.
جيبت إياد، الولد كان جميل جدًا جدًا وهو صغير وأمور،
كنت أتحسد عليه، الدنيا حلوة ومفيش أي مشكلة والحياة لذيذة،
لحد ما قررت إني أنزل أشتغل.
بس قبل ما أنزل أشتغل اكتشفت ان ابني عنده سنتين و4 شهور،
ومش بـ يتكلم كلمة واحدة ولا أي حاجة،
كله بالمشاورة وبالزن، طب وبعدين؟
روحت لدكاترة كتير، والكل كان يقول لي إيه:
"نزليه حضانة والدنيا هـ تظبط"
قولت خلاص الفترة الـلـي أنا هـ نزله فيها حضانة أنزل أشتغل.
وفعلًا نزلت، بس الحاجة الـلـي أنا اخترتها بالنسبة لي أنا، مش هي الحاجة الـلـي كنت عايزة أشتغلها.
اشتغلت مدرسة انجليزي، بس قولت هـ تبقى مناسبة عشان أرجع البيت قبله وهكذا،
الليلة الـلـي بـ نفكر فيها كلنا.
ما لاقـيـتـش أي تقدم خالص بعد الحضانة، طب هـ عمل إيه؟
طب أنا عايزة أسمع كلمة ماما، طب يا حبيبي قولي طب أي حاجة.
المشكلة إنه كان فاهم،
يعني يمكن الحاجة الـلـي كانت مطمناني شوية إن ابني كان فاهم أنا بـ قول إيه.
بس المشكلة إنه ما كانش عارف يتكلم، زائد إن أنا لوحدي،
يعني أنا بابايا عايش في السعودية، ومامتي رايحة جاية كده يعني،
وأهل جوزي في اللالا لاند.
"أنتِ الـلـي غلطانة"
"الـلـي ابنك فيه ده أنتِ السبب فيه"
"ما أنتِ من كتر خناقاتك مع باباه عمل فيه كده"،
وأنتِ، وأنتِ، وأنتِ….
أنتِ دي كانت كتيرة جدًا.
تقبلت الوضع، وروحت لدكتور فلان وفلان، ابتدينا ناخد جلسات
وبرضه لسه،
لدرجة إني كنت عايزة أقول له: "فهِّمني أنت فيك إيه، ما أنا مش عارفة"
لحد ما في مرة قولت لباباه: "خده واطلع برا"
يعني اخرجوا برا البيت، وقفلت على نفسي الأوضة.
قعدت أصرخ جامد أوي أوي، وأعيط، وانهيار،
في نفس اللحظة دي، بابا بعت لي رسالة على الواتساب لوحده كده ، ليه، أنا مش عارفة،
بعت لي قال لي: "لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها".
في اللحظة دي عرفت إن ربنا سبحانه وتعالى عمره ما هـ يديني حاجة إلا لما أكون أنا قدها فعلًا.
قومت، وغسلت وشي، وعملت شعري، وحطيت ميك أب، ولبست، وقعدت مستنياهم.
دخل جوزي يقول لي: "خير؟ أنتِ لسه كنتِ مشبشبة لنا من شوية، في إيه؟"
قولت له: "لأ، مفيش حاجة، بس فعلًا لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها".
قال لي: "يعني أنتِ عايزة إيه؟"، قولت له: "لا ولا حاجة".
ابتديت أفوق شوية، أنا قدها، وأنا عارفة إني قدها،
عارفة إني هـ طلع بابني ده بحاجة، ما هو ربنا له حكمة.
حصلت مشاكل كتير، ولسه الولد مش بـ يتكلم، 3 سنيين و 4 شهور.
طب وبعدين؟ مفيش أي حاجة.
انفصلت أنا وجوزي، وبعدين قعدنا فترة منفصلين بسبب مامته،
بقى الكل يقول "ارجعي عشان خاطر الواد وعشان نفسيته"، و"لازم نفسيته تـ تظِبِط".
أنا جوزي طيب أوي، وحنين أوي، بس هو شخصيته ضعيفة شوية قدام مامته،
أنا مش عارفة هو رجع لي ليه لحد دلوقتي،
رجعنا اتجوزنا تاني، يعني أنا متجوزة مرتين من نفس الراجل.
الدنيا شوية ابتدت تظبط معانا، وحملت في تالين، بس سيبت الشغل.
وقعدت لإياد ، وقولت له: "بُص يا إياد، ما هو يا أنا يا أنت،
يا هـ تتكلم، يا هـ نقرف بعض أنا وأنت بقى".
الوضع ده أخد مني أسبوع بالظبط، أنا مش هـ نسى اليوم ده،
أسبوع بالظبط، كل يوم، "حبيبي، طب قول لي اسمك إيه؟"
يعني 3 سنين ونص المفروض نكون بـ نرغي، وتقول لي حواديت دلوقتي.
لحد ما في مرة بصوت متعصب قولت له: "إياد"
قال لي: "اسمي إياد"، أنا في اللحظة دي وقعت،
انهيار، انهيار، ومش عارفة،
كانت حاجة حلوة أوي أوي، الـلـي هو إيه ده؟ أنا عملت حاجة.
فضلت أشتغل معاه، أشتغل معاه، لحد ما وصل 4 سنين،
بـ نتكلم، بس مش زي الـلـي في سنِّه،
عندنا مشكلة وبرضه إحنا داخلين على مدرسة، وكلنا عارفين المدارس،
وعارفين المدرسين هـ يعملوا فينا إيه.
ده غير الناس السخيفة بقى: "أنتِ ابنك كلامه قليل ليه؟"
أنتِ مالك وبعدين أنا مش بـ تكسف،
يعني أنا مرة واحدة قابلتني في الشارع، وكان هو بـ يزن على حاجة معينة أجيبها له،
وأنا قولت لأ،
تقول لي:"يا شيخة حرام عليكي، أنتِ ليه سايباه يعيط كده؟
أنتِ ليه سايباه يتمرمغ على الأرض؟"
قولت لها في وشها: "مالكيش دعوة".
بس فضلت أزرع جواه بقى حاجة حلوة،
قولت له: "حبيبي بُص، أنا فخورة بيك، وأنا ضهرك، أنا سندك، أنا حمايتك،
وأنت أحسن حاجة في الدنيا".
حاليًا، إياد في تانية ابتدائي، متفوق دراسيًا جدًا ومن الأوائل،
إياد متعين في المدرسة عنده المسؤول عن رفع الآذان،
لإن ربنا وهبه صوت جميل جدً.
رجعت الشغل، بس حاسة إني عايزة أسيبه تاني،
لإني لسه حاسة إني عايزة أطلع بيه أكتر من كده ،
عايزة نجاح أكتر من كده، لسه عنده مشكلة في التواصل الاجتماعي
يعني آه هو عارف قرايبي، وعارف يتعامل معاهم،
بس لسه الكلام مش جايبه أوي.
قررت إن ده هـ يبقى آخر ترم ليا في الشغل يعني عشانه هو،
أنا عايشة دلوقتي عشانه هو، إياد حياتي كلها.
بس في ناس بقى تقول لي: "لسه، استني شوية، ما تـسـيـبـيـش الشغل".
بس لأ، أنا شايفة من وجهة نظري دلوقتي إن هو محتاجني أكتر،
عشان أعلى بيه أكتر.
أنا شايفة إني أقوى أم في الدنيا، مش عارفة ليه، بس أنا مقتنعة بكده.
يوم لما مُدرسة فكرت تجرح نفسيته بكلمة واحدة، أنا عملت الواجب معاها.
بس عملته قدامه هو، عشان يعرف إن حقه اتجاب،
عشان يعرف إن وراه ماما هـ تعرف تجيب له حقه في أي وقت وفي أي ثانية.
لحد ما هو يقف على رجله، ويعرف يجيب حقه بنفسه.
أنا عايشة حياتي كلها لتالين وإياد.